spot_imgspot_imgspot_img

ذات صلة

مقالات مميزة

العلاقة بين سعر الفائدة وسوق المال

تعد العلاقة بين سعر الفائدة وسوق المال من الركائز...

سياسات البنوك المركزية العربية

تطلع سياسات البنوك المركزية العربية بمسؤولية حيوية في إدارة...

استقرار أسواق المال العربية 2025

يرتبط استقرار أسواق المال العربية بالتغيرات العالمية في حركة...

التمويل العقاري وتنظيم الإقراض

  إن الغرض من تأسيس أنظمة القروض المختلفة من البنوك...

مقارنة أداء الأسهم في الركود والانتعاش

على مدار التاريخ يختلف أداء الأسهم في الركود والانتعاش...

مقارنة أداء الأسهم في الركود والانتعاش

على مدار التاريخ يختلف أداء الأسهم في الركود والانتعاش ويظهر تأثير هذا الأداء واضحا في القطاعات الاقتصادية المختلفة بنسب متفاوتة حسب طبيعة النشاط الخاص بكل منها، وبالتالي تختلف الاستراتيجيات المتبعة لمواجهة هذه التغيرات التي تحدث بالطرق المناسبة سواء في أوقات الأزمات الاقتصادية أو الرواج الذي يعمل على زيادة حركة التجارة في السوق ومن ثم اتخاذ الكثير من الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على النتائج المتحققة بشكل عام.

ومن خلال هذا المقال سوف نجري مقارنة بسيطة بين التأثيرات التي تحدث في الفترات المختلفة وكيفية أداء الأسهم في سوق البورصة.

أداء الأسهم في الركود والانتعاش

أداء الأسهم في الركود والانتعاش

عادة تكون المحفظة الاستثمارية هي العامل الرئيسي الذي يمكن الاستناد عليه في تقييم الوضع الاقتصادي وتأثيره على أداء الأسهم ومن خلالها يمكن دراسة الوضع بالشكل الصحيح الذي يتيح اتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة في كل فترة والقدرة على وضع استراتيجيات يمكنها تغطية المرحلة بالشكل الآمن الذي يضمن عدم التعرض لأي نوع من المخاطر في وقت الأزمات.

ومن ناحية أخرى الحفاظ على النتائج الإيجابية وقت الانتعاش وذلك للحفاظ على الموقف الاقتصادي سواء بالنسبة للأفراد أو الشركات من خلال استخدام أسهم النمو والأسهم الدفاعية في الأوقات المناسبة لكل منها، مما يساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

مقارنة بين الأداء للأسهم في فترات النمو والركود

فيما يلي نعرض مقارنة بسيطة بين الوضع الاقتصادي والمخاطر المحتملة والاستراتيجيات التي يتم اتباعها لتحديد أداء الأسهم في الركود والانتعاش، وذلك في العناصر التالية:

المخاطر المحتملة 

فيما يتعلق بالمخاطر التي تؤثر في أداء الأسهم داخل البورصة تجد أن هذه المخاطر تكون مخفضة إلى حد كبير في أوقات الركود مقارنة بما هو واقع في أوقات النمو نتيجة إحجام الكثير من الشركات عن التداول والدخول في استثمارات كثيرة، وبالتالي يكون حجم المخاطرة أقل، على عكس الحال في أوقات النمو الذي يكثر فيه التداول وبالتالي يزداد حجم المخاطرة.

معدل النمو

فيما يتعلق بمستوى أداء الأسهم في الركود والانتعاش فإنه يتأثر بشكل كبير حيث تجد أن معدل النمو يكون أقل بكثير في فترات الركود والأزمات الاقتصادية نتيجة زيادة معدل التضخم حيث يتم تحقيق عوائد مالية منخفضة، وفي المقابل يكون أعلى بكثير في أوقات الرخاء والانتعاش والذي يحقق عوائد مالية أعلى على المدى الطويل، أما على المدى القصير والمتوسط تجد أن الوضع معكوس، حيث أن العوائد المتحققة في فترات الركود تكون مرتفعة بينما تنخفض بشكل كبير في فترات الرواج.

مستوى الأداء

يمكن القول أن أداء الأسهم في الركود والانتعاش يكون متباين وغير متوقع بشكل كبير، حيث أنه من السائد في أوقات الركود الاقتصادي أن يكون أداء الأسهم مستقر إلى حد كبير نظرا لانخفاض حجم التداولات، بينما يتسم بالتذبذب وعدم الاستقرار في الأوقات التي يكون فيها رواج اقتصادي بشكل أكبر.

تأثير أسعار الفائدة

فيما يتعلق بمستوى أداء الأسهم في الركود والانتعاش فإنه يتأثر بشكل كبير بسعر الفائدة السائد في السوق والذي يضعه البنك المركزي كأحد السياسات النقدية المستخدمة والتي تضمن الحفاظ على الوضع الاقتصادي في كل الأحوال، وبالتالي فإن تأثر الفائدة على أسعار الأسهم في أوقات الركود يكون منخفض بنسبة كبيرة، بينما في أوقات الانتعاش الاقتصادي تجد أنه مرتفع جدا ويمكنه أن يؤثر في قرارات المستثمرين بشكل كبير واستخدام الاستراتيجيات اللازمة للعمل في كل صفقة يتم القيام بها في السوق حتى لا يحدث أي نوع من الخسائر.

 أسعار الأسهم

عندما نتحدث عن أسعار الأسهم في سوق البورصة ومدى تأثرها بمستوى أداء الأسهم في الركود والانتعاش نجد أنه في الأوقات التي تعاني منها البلاد من أزمات اقتصادية كبيرة وموجات من التضخم فإن أسعار الأسهم تتجه نحو الانخفاض مع بداية مرحلة الانكماش الاقتصادي التي تسبق عادة مرحلة الركود ويستمر هذا الانخفاض في التزايد مع استمرار الأزمات الاقتصادية.

بينما يختلف الوضع تماما في أوقات الرخاء والانتعاش الاقتصادي حيث ترتفع الأسعار الخاصة بالسهم إلى حد كبير لا سيما في القطاعات الكبيرة على المستوى المحلي والعالمي مثل قطاعات الطاقة والاتصالات وغيرها التي تضمن ارتفاع عوائدها بشكل كبير مقارنة بالقطاعات الأقل حجما.

تأثير الأوضاع الاجتماعية والسياسية على سوق الأسهم

أداء الأسهم في الركود والانتعاش

لا تقل التأثيرات التي تحدث نتيجة تغير الأوضاع السياسية والعالمية على أداء الأسهم في الركود والانتعاش عن تلك التأثيرات التي تسببها الأوضاع الاقتصادية في السوق، حيث يكون لها أثر كبير يظهر بشكل فوري على القطاعات الإنتاجية المختلفة وعلى سلوك الشركات والأفراد داخل بورصة الأوراق المالية.

ومثال بسيط على ذلك هو تغير الأوضاع في البورصة الأمريكية والبورصات العالمية وتذبذب أسعار الأسهم قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية وترشح دونالد ترامب حيث أثر ذلك على السوق من خلال إحجام الكثيرين عن التداول وتوقف الكثير من الصفقات لحين انتهاء الانتخابات مما أثر على التجارة الدولية بشكل كبير ولافت.

عادة ما تسبب الأحداث السياسية في الدول المختلفة كما هو الحال في أوقات الحروب حالة من عدم اليقين الذي يؤدي إلى اتباع أغلب المستثمرين في السوق مبدأ الحيطة والحذر والتوقف عن الصفقات أو التقليل منها وهذا بالتبعية يؤثر على عوائد الأسهم المالية ويسبب ضعفها بمعدل كبير عنه في أوقات الاستقرار السياسي ويستمر هذا الانخفاض بمعدل أكبر طوال المراحل التالية خاصة في أوقات الركود الاقتصادي الذي يجعل الوضع أسوأ بكثير.

تأثير أداء الأسهم في الاقتصاد

لاشك أن الاقتصاد يتأثر ككل بمستوى أداء الأسهم في الركود والانتعاش خاصة في سوق العملات والذهب وسوق العقارات والسندات، وبحسب الدراسات فإن تاثير انتعاش السهم أو كسادها يكون عميق على الكثير من القطاعات وأن انهيار أسعارها يؤدي إلى التعجيل بالوصول غلى مرحلة الكساد الاقتصادي.

تابع المزيد: ماهي الأسهم الحرة؟ 

تأثير الأسهم على الشركات والأفراد

أداء الأسهم في الركود والانتعاش

كما أن أداء الأسهم في الركود والانتعاش يؤثر على الوضع الاقتصادي ككل سواء على المستوى المحلي أو العالمي، فهو أيضا يؤثر بشكل كبير على الفراد والشركات وبشكل غير مباشر بعيدا عن العوائد المالية وتأثرها بالسياسات المالية والنقدية التي يتبعها البنك المركزي.

بالنسبة للأفراد تجد أنه في أوقات النمو والانتعاش الاقتصادي يكون هناك ثقة كبيرة في وضع السوق مما يدفعهم إلى اتباع سلوك استهلاكي إنفاقي، ونفس الأمر يتحقق بالنسبة للشركات التي تتجه إلى الدفع بمزيد من الأموال في السوق وضخها في استثمارات جديدة أو تطوير الاستثمارات القائمة مما يؤدي إلى انتعاش سوق الأسهم وزيادة القيمة السوقية لأسهم الشركات.

هذه الحالة من الانتعاش في التداول تدفع الشركات والأفراد إلى زيادة القدرة على الاقتراض من البنوك مقابل سعر فائدة أقل مما يؤدي إلى زيادة القدرة على إنشاء الاستثمارات وزيادة التوسع في السوق والحاجة إلى عمالة جديدة مما يقلل من حجم البطالة فتكون المحصلة النهائية مزيد من الانتعاش الاقتصادي على مدى زمني أطول.

تعرفنا من خلال هذا المقال على تأثير أداء الأسهم في الركود والانتعاش على الاقتصاد الكلي سواء محليا أو عالميا، كما تعرفنا على التأثير الذي يسببه على الأفراد والشركات والعواقب التي تنجم عن ذلك.

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img