قد يرغب البعض في التعرف على أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية، حيث إنها استراتيجية رئيسية لزيادة فرص تحقيق العوائد المستدامة، وتقليل المخاطر على المدى البعيد، وذلك عن طريق توزيع الاستثمارات من خلال القطاعات والأصول المختلفة.
وبذلك يمكن لجميع المستثمرين حماية أنفسهم من التقلبات المتغيرة للسوق، والتقليل من الأداء الضعيف لأي استثمار محدد، ويرجع ذلك لأن التنويع يعد استراتيجية حكيمة لتحقيق التوازن بين العوائد والمخاطر بالمحفظة الاستثمارية؛ مما يساهم بتحقيق أهداف المستثمرين المالية على المدى البعيد، والتقليل من المخاطر المحتملة.
أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية
يعتبر تنويع المحفظة الاستثمارية هو عملية استثمار للأموال في مختلف فئات الأصول، والأوراق المالية لتقليل مخاطر المحفظة الإجمالية، حيث إنه عند تنويع المحفظة فإنك تدمج مجموعة مختلفة من أنواع الأصول بمحفظتك، وذلك قد يساهم بتقليل المخاطر، حتى لا يؤثر أداء أحد الأصول على محفظتك بالكامل، ويرجع ذلك لأن الهدف الرئيسي لتنويع المحفظة هو تقليل مخاطر الاستثمار الخاص بك خاصة المخاطر غير المنتظمة.
إضافة إلى أن كل فئة من فئات الأصول تختلف آلية عملها في البيئات المالية، والإقتصادية المتنوعة، لذا فإنه عند امتلاك أصول من فئات عدة، فيكون لديك فرص عدة للحصول على أجزاء من المحفظة المتعلقة بك، وجني الأموال بكل بيئة، وسوف نوضح لك أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية كما يلي:
تقليل المخاطر
يساهم التنويع في توزيع المخاطر المالية من خلال مجموعة مختلفة من القطاعات والأدوات؛ مما يعمل على التقليل من تأثير الخسائر المحتملة باستثمار واحد على المحفظة بالكامل، كما أن الهدف الرئيسي للتنويع بتقليل المخاطر الخاصة بالاستثمارات، ويمكن تحقيق التوازن في المحفظة الاستثمارية، وتقليل تأثير أي تقلبات في سوق الأصول عن طريق توزيع استثماراتك بواسطة مجموعة مختلفة من فئات الأصول، فعلى سبيل المثال؛ إن كنت مستثمر في الأسهم فقط فإنك معرض لمخاطر سوق الأسهم وقد تتأثر محفظتك بشدة بحالة تراجع السوق، لذا يمكنك التقليل من تأثير هذه المخاطر عن طريق التنويع، مثل الاستثمار بالعقارات والسندات وفئات الاستثمار البديلة.
تحقيق العوائد المستدامة
تبرز أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية في تحقيق العوائد المستدامة عن طريق الاستثمار بمجموعة مختلفة من الأصول، حيث إنه يمكن للمستثمرين الاستفادة من مختلف فرص النمو، واغتنام الفرص في القطاعات المختلفة، كما أن التنويع من وجهة نظر الخبراء؛ يعد وسيلة لتعزيز عوائد المحفظة بالتوازن مع المخاطر، بجانب أن هذا النهج يسمح للمستثمرين الاستفادة من فرص العوائد العالية بواسطة الاستثمارات ذو المخاطر الأقل، ويرجع ذلك لأن المخاطر الاستثمارية تكون عادة أقل خطورة، وبحالة تحقيق النتائج المماثلة للمحافظ المركزة الاستثمارية يسمح التنويع في تحقيق العوائد المعدلة بطريقة أفضل تبعاً لمستوى المخاطر.
الاستقرار على المدى البعيد
يساعد تنويع الاستثمار الخاص بك في تحقيق الاستقرار لمحفظتك الاستثمارية على المدى البعيد، وذلك بفضل توزيع الاستثمار على مجموعة مختلفة من الأصول للتقليل من تأثير تقلبات السوق المتغيرة على المحفظة على المدى الطويل؛ مما يوضح أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية خاصة للأهداف طويلة المدى مثل التقاعد، أيضاً يمكن أن يساهم تنويع المحفظة التي تتضمن على مجموعة مختلفة من الأصول بتحمل الظروف المتغيرة للسوق، وتخفيف التقلبات نظراً لأن فئات الأصول المتنوعة تميل إلى أن يكون لها مستويات مختلفة من التقلبات، ويساعد التنويع على تقليل التقلبات من خلال تعويض هبوط وصعود أحد الاستثمارات باستقرار الاستثمار الآخر.
الحماية ضد التضخم
يسمح التنويع للمستثمرين في تحسين إدارة المخاطر، وتحديد مستوى المخاطر التي تناسب قدرتهم وأهدافهم، بجانب أن التضخم يعبر عن زيادة تكلفة الخدمات، والسلع بمرور الوقت؛ مما يؤدي لانخفاض قيمة الأموال، والتقليل من القوة الشرائية، ولكن يمكن حماية نفسك من تأثير هذا التضخم من خلال الاستثمار بمحفظة متنوعة، فمثلاً العقار يعتبر وسيلة فعالة ومميزة للحماية من التضخم، حيث إن الإيجار وقيمة العقارات تزداد مع تصاعد التضخم.
الوصول لفرص استثمارية واسعة
تعتبر أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية كبيرة، حيث إن التنويع يفتح الباب أمام الفرص الاستثمارية المختلفة، ومنها الاستثمار بالأسواق الناشئة، أو الاستثمارات البديلة، كما أن تعرض المستثمر للصناعات والأصول والأسهم التي يمكن أن لا يتعرض لها سوف يزداد مع استعمال استراتيجية المحفظة المتنوعة، حيث إن الأسواق تمر بفترات من التناوب في كثير من الأحيان، وتتلقى قطاعات محددة تدفقات رأس المال على حساب بعض القطاعات الأخرى؛ مما يؤدي لتفوق قطاع ما على قطاعات أخرى، وذلك يعني أن القطاع أو السوق الأسواء أداء يمكن أن يتبين أنه من بين أفضل الأسواق في الأداء بالعام التالي.
كيفية تحقيق التنويع في المحفظة الاستثمارية
بعد أن تعرفنا على أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية، سوف نوضح كيفية تحقيق هذا التنويع لضمان الاستفادة وتقليل المخاطر المحتملة، وذلك من خلال ما يلي:
- توزيع الاستثمارات على مختلف فئات الأصول مثل السندات والأسهم والسلع والعقارات وغيرها.
- يجب توزيع وتنويع الأسهم على القطاعات المختلفة مثل الرعاية الصحية والطاقة والتكنولوجيا وغيرها، وأيضاً الشركات ذو الأحجام المتنوعة سواء صغيرة أو متوسطة أو كبيرة.
- التنويع الجغرافي حيث إنه يمكن لكافة المستثمرين تنويع استثماراتهم عن طريق الاستثمار بمختلف الأسواق حول العالم.
- الاستثمار بالصناديق نظراً لأنه يمكن لجميع المستثمرين استعمال صناديق الاستثمار المتداولة، وصناديق الاستثمار المشتركة لتنويع استثماراتهم بكل سهولة.
ما المقصود بالمحفظة الاستثمارية
مصطلح المحفظة الاستثمارية يشير بكل بساطة للأصول التي يمتلكها المستثمر، وقد تكون عملات أو سندات أو أسهم أو سلع، أو حتى عملات رقمية، وأيضاً يوجد محافظ استثمار عقاري، ومحافظ بالسيارات القديمة وغيرها، ويكون الغرض من هذه المحفظة الاستثمارية هو تحقيق العائد الأولي على الاستثمار، ويمكن القيام بذلك عن طريق مجموعة مختلفة من الأساليب.
كما أن تنويع المحفظة الاستثمارية هو توزيع الاستثمار على نطاق واسع من مختلف الأصول بدلاً من تركيزها بمكان واحد مما يجعل أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية كبير لتقليل الكثير من المخاطر المحتملة، أيضاً يتخطى التنويع مجرد توزيع الأموال بين السندات والأسهم، ويتضمن تنويع أنواع السندات ومنها سندات الشركات والسندات الحكومية وتنويع أنواع الأسهم مثل الأسهم الصغيرة والكبيرة وأسهم القيمة وأسهم النمو، بالإضافة للاستثمار في الأصول الأخرى مثل السلع والعقارات والعملات المشفرة والصناديق المتداولة بالبورصة ETFs.
نصائح لبناء محفظة استثمارية قوية
بصدد الحديث عن أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية، يجب عليك اتباع بعض النصائح الهامة وأخذها بعين الاعتبار عند الرغبة بفتح محفظة استثمارية مثالية وفعالة، ومن أهم هذه النصائح ما يلي:
- يجب عليك استشارة المستشار المالي المتخصص إن كنت غير واثق من كيفية بناء المحفظة الاستثمارية القوية، حيث إنه مؤهل وذو خبرة كبيرة لمساعدتك بتوزيع الأصول وتحديد كافة الأهداف الاستثمارية المناسبة.
- يلزم الاستفادة من التكنولوجيا، حيث إنه يوجد العديد من الأدوات، والمنصات المتاحة بواسطة الإنترنت، وقد تساعدك ببناء وإدارة المحفظة الاستثمارية الخاصة بك.
- يجب أن تتذكر أن الاستثمار عملية مستمرة؛ لذا لا تتوقف عن التعلم والمتابعة، وتقييم محفظتك بصفة دورية.
بعالم الاستثمار يعتبر التنويع من أحد المفاتيح الرئيسية لتقليل المخاطر وتحقيق النجاح، لذلك تبرز أهمية التنويع في المحفظة الاستثمارية عن طريق توزيع الأموال من خلال مجموعة مختلفة من الأسواق والقطاعات والأصول لتحقيق العوائد المستدامة، والحماية من التقلبات غير المتوقعة.
الأسئلة الشائعة:
ما هو أفضل توزيع للمحفظة الاستثمارية؟
أفضل توزيع للمحفظة الاستثمارية يتوقف على عدة عوامل، ومن أبرزها الهدف من الاستثمار، تحمل المخاطر، المدى الزمني، وتنويع الأصول.
ما هي أنواع المحفظات الاستثمارية عالية المخاطر؟
يوجد العديد من أنواع المحافظ الاستثمارية عالية المخاطر، ومن أبرزها، محفظة النمو، المضاربة، العملات المشفرة، والمحافظ الهجينة.