اختيار الأسهم منخفضة المخاطر عملية تستدعي البحث الدائم عن استراتيجيات وأدوات لخفض هذه المخاطر وتعزيز الأمان الاستثماري من خلال التركيز على البورصات العالمية الرائدة والقطاعات الواعدة بالإضافة إلى استعراض نماذج التحليل الأساسي والفني كأدوات لاختيار الأسهم المناسبة، وينمو دور صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) كخيار استثماري آمن نسبيا يتيح تنويع المحافظ وتقليل المخاطر ويضمن للمستثمرين الاستجابة الديناميكية للتغيرات السوقية بما يضمن الحفاظ على قيم الاستثمار في حال تراجع قيم الأصول.
هناك عوامل إنسانية أساسية حاكمة وضابطه عند قرار الاستثمار في الأسواق المالية من خلال الأسهم تشمل التخلي عن مشاعر الخوف والأمل وقراءة مؤشرات السوق بعناية واتخاذ إجراءات التحوط المناسبة للوقاية من التقلبات.
اختيار الأسهم منخفضة المخاطر
الأسهم هي إحدى الأصول المتداولة في البورصة وتمثل حصة أو ملكية في الشركة أو المؤسسة التجارية و بموجبها يكتسب المالك عدد من الصفات الاعتبارية تكسبه الحق في الحصول على عائد مادي كما تجعله مرتبطا بأداء الشركة والقطاع وظروف الاستثمار بشكل عام.
لا يوجد استثمار آمن بشكل مطلق في الأسهم أو في أي من الأدوات المالية الأخرى حيث تمتلك كل منها درجة من المخاطر تحدد أولويات الاستثمار فيها والاستراتيجيات المثلى التي يجب سلوكها بناء على المعطيات والمؤشرات السوقية المتاحة، كما تختلف درجة مخاطر كذلك بين القطاعات بناء على ظروف السوق والشركات والدولة في بعض الأحيان بما يجعل نفس القطاع أكثر جاذبية في دولة ما عن دولة أخرى وسوق آخر.
لا يمكن تجاهل دور عدد من الأدوات المالية التي لها دور فعال في خفض درجة المخاطر وتحسين بيئة الاستثمار ومنها على سبيل المثال صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق التحوط حيث تمنح هذه الأدوات فرصة للمتداول الغير محترفين لدخول عالم الإستثمار في الأسهم بشكل آمن نسبيا.
البورصات العالمية وأهم القطاعات المسيطرة
تتصدر بورصة نيويورك وناسداك قائمة البورصات العالمية بنسبة رأس مال سوقي تتخطى حاجز 40% من القيمة السوقية العالمية لبورصات الأسهم، وتضم البورصتين كبرى الشركات العالمية الدافعة لحركة الاقتصاد الدولي ما يجعل مؤشر هذه البورصات معبر نسبي عن وجهة الاستثمار والتوقعات المستقبلية للأسواق المالية.
يتصدر قطاع التكنولوجيا والصناعات الرقمية قائمة القطاعات في البورصة الأمريكية مدفوعة بأداء شركات عملاقة من NVIDIA و آبل و مايكروسوفت حيث تعد هذه الشركات قوة مالية عظمى على مستوى رأس المال السوقي بما يمكنها من تحقيق عائد ضخم على الاستثمار عند حلول استحقاقات توزيع الأرباح وتحتل هذه الشركات الفئة الأولى عند اختيار الأسهم منخفضة المخاطر.
لا يمكن الجزم أن الاستثمار في الشركات العملاقة التي تتصدر قائمة القطاعات المسيطرة “خاصة في البورصة الأمريكية ” آمن بشكل كلي، حيث تتطلب هذه الشركات منظومة ضخمة من سلاسل التوريد لبناء منتجاتها وطرحها في السوق ما يجعلها عرضة للتأثير بشكل مباشر بقرارات الصراع العالمي والتغيرات الأيديولوجية والكوارث الغير متوقعة.
كيفية اختيار الأسهم المناسبة للإستثمار
اختيار الأسهم منخفضة المخاطر يجب أن يعتمد على يعتمد على هيكلين من النماذج التحليلية التي يمكن لها أن تضمن بنسبة معقولة تحقيق استثمار آمن وهما التحليل الأساسي والتحليل الفني، ويختص الأساسي بدراسة عدد من العناصر الخاصة بالأداء المالي والاقتصادي للشركة وتأثير التغيرات السياسية ومشاعر المستهلكين عليه في بعض الأحيان، وتشمل هذه العناصر مستوى الديون وحجم الأرباح والقيمة الدفترية وإجمالي قيمة الأصول التي تملكها الشركة والتصنيف الإئتماني والقدرة على تدبير النقد اللازم لمدخلات الصناعة وتكاليف الإنتاج والتوزيع وسلاسل التوريد.
من جهة أخرى يختص التحليل الفني بدراسة البيانات التاريخية لأداء السهم او المؤشرات على الرسوم البيانية لتحديد أفضل أوقات الدخول والخروج والاستراتيجيات المناسبة للتطبيق، ويعتمد التحليل الفنى على عدد من المفاهيم للقياس تشمل الزخم والاتجاه ومستويات الدعم والمقاومة.
بناء على البيانات التي يتم استنتاجها من التحليل الأساسي والفني يمكن تطبيق استراتيجيات متباينة لتحقيق أفضل عائد على الاستثمار، وتتراوح هذه الاستراتيجيات بين الاستثمار قصير الأجل والمتمثل في التداول اليومي والمضاربة الاستثمار طويل الأجل والذي يتضمن الاحتفاظ بالأصول لفترة طويلة إيمانا بمبدأ الإتجاه العام التصاعدي للقيمة بغض النظر عن التقلبات.
الأسهم الأفضل للاختيار
اختيار القطاعات الأكثر نشاطا والأكثر ديناميكية يعد بداية جيدة للانطلاق نحو اختيار الأسهم منخفضة المخاطر المناسبة للاستثمار، وعلى مستوى الشركات ووفق نموذج التحليل الأساسي يعد الاختيار الأمثل في اختيار الشركات ذات القيمة الدفترية والسوقية الكبيرة ومستوى الديون الأقل وعوائد توزيعات الأرباح الأعلى خيار مثالي للاستثمار.
بناء على نموذج التحليل الفني ودراسة البيانات التاريخية على نماذج البيانات الرسومية فإن اختيار الأسهم التي تتمتع بمستوى تقلبات أقل بين أعلى وأقل سعر وثبات أعلى في الأداء يعد خطة جيدة لبداية الاستثمار في هذا السهم.
خيارات الاستثمار الآمن
على الرغم من مجموعة المخاطر التي تحيط بالاستثمار في الأسهم إلا أن هذه المخاطر يمكن خفضها بدرجة كبيرة عبر الاستثمار في صناديق الاستثمار وصناديق الاستثمار المتداولة والتي تضمن تحقيق عائد مناسب مقابل حجم الاستثمار الذي تم ضخه، كما أن صناديق الاستثمار المتداولة عبارة عن أداة مالية متداولة في البورصة وتضم مجموعة من الأصول المختلفة “أغلبها من الأسهم، وعند شراء سهم من صندوق ETF فإن ذلك يعد بمثابة استثمار في كافة الأصول التي يمتلكها الصندوق.
تضمن صناديق الاستثمار المتداولة توزيع المخاطر على عدد من الأصول وتحقيق مستوى منخفض من التعرض والمصاريف والعمولات، تتوفر صناديق ETF متنوعة للمستثمرين لأغراض توليد الدخل والمضاربة والتحوط من المخاطر في محفظة المستثمر.
هناك أنواع متعددة من صناديق الاستثمار المتداولة منها:
- صناديق الاستثمار المتداولة السلبية.
- صناديق الاستثمار المتداولة في السندات.
- صناديق المؤشرات المتداولة للقطاعات.
- صناديق السلع المتداولة.
بشراء سهم في صندوق ETFs فإن المستثمر قادر على خدمة جملة من الأهداف في وقت واحد بما يمكنه من تحقيق الغرض والعائد المناسب ما يجعله خيار مناسب عند اختيار الأسهم منخفضة المخاطر.
أفضل صناديق الاستثمار المتداولة عالميا 2025
يعد صندوق VanEck Junior Gold Miners ETF لمؤشرات الأسهم المتداولة واحدا من أشهر وأهم الصناديق العالمية ويهدف إلى تتبع أداء الشركات الصغيرة العاملة بشكل رئيسي في تعدين الذهب والفضة وهو ما يتيح للمستثمرين فرصة الاستثمار في شركات التعدين الناشئة ذات إمكانات النمو الكبيرة حيث ارتفعت أسعار الذهب في الأشهر الأخيرة نتيجة لتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي وعمليات شراء البنوك المركزية والإقبال على أصول الملاذ الآمن.
صندوق SPDR Bloomberg International Corporate Bond ETF ويهدف إلى تتبع أداء سندات الشركات الكبيرة ذات التصنيف الاستثماري الصادرة خارج الولايات المتحدة مع التركيز على الأوراق المالية ذات العائد الثابت التي تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار أمريكي.
صندوق WisdomTree للديون المحلية في الأسواق الناشئة والذي يسعى إلى تحقيق عوائد إجمالية مرتفعة من خلال الاستثمار في السندات المقومة بعملات الأسواق الناشئة بما يتيح له فرصة الاستثمار في دول مثل البرازيل والصين وجنوب أفريقيا ويركز الصندوق على أدوات إدارة المخاطر لتوفير إمكانات دخل عالية وتنويع للمستثمرين عبر إتاحة الوصول إلى أسعار الفائدة وتقلبات أسعار صرف العملات في الأسواق الناشئة.
تابع المزيد: أفضل استراتيجيات استثمار السندات
اختيار وسيطك المالي المناسب
اختيار الوسيط المناسب لا يقل أهمية عن السعي ومحاولة اختيار الأسهم منخفضة المخاطر حيث يعد الوسيط همزة الوصل بينك وبين سوق الأوراق المالية بشكل عام سواء كانت محلية أو إقليمية أو عالمية.
عبر التداول اونلاين باستخدام منصات التداول فإن هذه المنصات توفر عدد من الأدوات التي يمكن أن تسهل بشكل ما الوصول والاستثمار في الأصول المختلفة.
اختيار وسيط يتمتع بالموثوقية والخبرة ورسوم التداول المنخفضة والخضوع والتنظيم المناسب للهيئات الرقابية ذات الصلة نقطة حاسمة في كيفية بناء اختياراتك للإستثمار.
اختيار الأسهم منخفضة المخاطر عملية تتطلب دراسة متغيرات عدة للحصول على نظرة ثاقبة تمنح رؤى مستنيرة لأفضل ظروف الاستثمار.