الأسهم الأمريكية المقاومة للركود هي أصول قادرة على تحقيق أداء جيد في ظل تراجع المؤشرات الكلية للسوق نتيجة الأحداث الطبيعة أو الصراعات السياسية أو الأداء السيء للأصول، تتمتع الأسهم بشكل عام بمستوى متنوع من المخاطر ما يعني وجود تقلبات قد تؤثر بشكل مباشر على قيمة الورقة المالية وهو ما يعني بشكل مباشر الحاجة لاتخاذ جملة من الاحتياطات التي من شأنها التخفيف من أثر هذه التقلبات والحفاظ على قيمة الأصول.
وهي بطبيعتها أسهم جاذبة للاستثمار كما أن بورصة نيويورك وناسداك تسيطر على أكثر من 40% من إجمالي حجم البورصة العالمية ما يجعل من تراجع المؤشرات فيها إنذار باحتمالية حدوث ركود عالمي.
الأسهم الأمريكية المقاومة للركود 2025
عقب الاتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى تخفيف سياسة التشديد النقدي وخفض معدلات الفائدة، أتى الصراع الصيني الأمريكي سواء على مستوى الصراع العسكري في تايوان على على مستوى صراع التعريفات الجمركية ليسطر قصة جديدة تتخذ ملامحها منحى سلبي بما ينذر باحتمالية ركود عالمي.
تتراوح احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة عام ٢٠٢٥ أو خلال عام واحد وفق تقدير الخبراء بين 40% و 60%، وفي أوائل أبريل رفعت شركة جولدمان ساكس احتمالية حدوث ركود اقتصادي لمدة عام واحد إلى 45% بدلا من 35%.
يظهر الصراع الباكستاني الهندي في الصورة ليضيف مزيد من التوترات على المشهد الاقتصادي العالمي، لكنه لا يزيد من النظرة السلبية وتقديرات حدوث ركود نظرا لطبيعة الصراع التاريخي بين الدولتين واعتمادهم على مفهوم المناوشات والمعارك قصيرة الأجل بالإضافة إلى اتجاه الدولتين لعقد اتفاق هدنة ووقف إطلاق النار.
ما هي الأسهم الأمريكية المقاومة للركود؟
هي أصول مرنة قادرة على التكيف مع ظروف السوق بحيث لا تفقد قيمتها خلال فترة الركود مقارنة بالأصول الأخرى، وفي حال تراجع قيمتها فإن هذا التراجع لا يكون بنفس الشكل أو التأثير الواقع على بقية الأصول.
هناك عدد من الأصول التي يتوقع أن تحقق أداء جيد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتشمل القطاعات التي يعتقد أنها مقاومة للركود:
- السلع الاستهلاكية الأساسية
- المحتوى الترفيهي.
- صناعة البرمجيات.
- الطاقة والرعاية الصحية.
قطاعات الأسهم المقاومة للركود
من بين 11 قطاع للأسهم وفق تصنيف Global Industry Classification Standard تعتبر السلع الاستهلاكية الأساسية والمرافق والرعاية الصحية والطاقة من بين أكثر الأسهم الأمريكية المقاومة للركود، حيث أن الطلب عليها ثابت دائما بغض النظر عن حالة الدورة الاقتصادية.
السلع الاستهلاكية الأساسية | تشمل الشركات التي تنتج وتبيع السلع التي يحتاجها الناس باستمرار بغض النظر عن وضعهم المالي أو الوضع الاقتصادي العام مثل الطعام المشروبات ومنتجات النظافة الشخصية. |
المرافق | شركات توفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء الماء والغاز وهي خدمات ضرورية للحياة اليومية |
الرعاية الصحية | يشمل شركات الأدوية والمستشفيات ومقدمي الخدمات الطبية |
الطاقة | شركات النفط والغاز والفحم وغيرها من مصادر الطاقة. |
شركات التعدين في الذهب
الذهب واحد من أهم أدوات التحوط وتظهر البيانات التاريخية أنه خلال الأزمات الاقتصادية مثل:
- الأزمة المالية عام 2008.
- الكساد الكبير.
- أزمة الائتمان عام 1772.
شهدت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة ونتيجة لهذا الاتجاه تميل الأسهم المرتبطة بالذهب إلى تحقيق أداء جيد خلال فترات الركود الاقتصادي، وبالنظر إلى احتمالية حدوث ركود اقتصادي فإن إدراج أسهم الشركات المعدنة في الذهب إلى المحفظة الاستثمارية يعد استراتيجية متوازنة لتخفيف الأثر المتوقع من تراجع قيم الأصول حال حدوث الركود.
أسهم الذهب تبرز بشكل متزايد في أسواق الأسهم التي تعرضت لضربة قوية بسبب تعريفات ترامب الجمركية الهائلة، فبينما تغرق الأسهم العامة في تصحيح أعمق يهدد بسوق هابطة اخترقت أسهم الذهب لتبلغ أعلى مستوى لها في اثني عشر عاما.
تحقق شركات التعدين في مناجم الذهب أرباح ضخمة مع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر ما يترك أسهمهم مقومة بأقل من قيمتها بكثير يعني ذلك وجود فرصة جيدة للشراء وتحقيق ربح في المستقبل مع ارتفاع أسعار هذه الأسهم.
جائحة كوفيد 19 والأسهم المقاومة للركود
دخل العالم في حالة ركود عام 2020 نتيجة المرور بحالة الإغلاق العام التي سببتها جائحة COVID 19، وهو ما عصف بقدرات بعض الدول على المستوى الاقتصادي والصحي.
لم تتأثر جميع الأسهم بنفس القدر الذي تأثرت به غيرها فعلى وجه الخصوص تفوقت شركات التجزئة منخفضة التكلفة مثل وول مارت على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 5.5%، كما تفوقت أسهم أخرى في قطاعات مقاومة للركود مثل السلع الاستهلاكية الأساسية وتحسينات المنازل وشركات الأدوية الكبرى على مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
ومن بين الأسهم الأمريكية المقاومة للركود الأخرى والتي تفوقت في أدائها على مؤشر S&P 500 خلال ركود عام 2020 كانت:
- شركة Abbott Laboratories بنسبة 9.8%.
- كذلك شركة هوم ديبوت ( HD ) بنسبة 5.3%.
- شركة Synopsis Inc “شركة متخصصة في اختبار أشباه الموصلات/البرمجيات” بنسبة 70%.
- أكسنتشر بي إل سي ( ACN ) بنسبة 7.8%.
- بالإضافة إلى شركة T-Mobile US Inc بنسبة 55.7%.
- شركة والت ديزني ( DIS ) بنسبة 9%.
أسهم صناديق الاستثمار المتداولة
صندوق (ETF) هو نوع من صناديق الاستثمار لكن يتم تداولها في البورصة بشكل يشبه الأسهم، وهي تمتلك أصول مالية متعددة مثل:
- الأسهم.
- السندات.
- العملات والديون.
- العقود الآجلة.
- السلع مثل سبائك الذهب.
توفر العديد من صناديق الاستثمار المتداولة مستوى معين من التنوع مقارنة بامتلاك سهم واحد بما يمكنها من تهيئة طريقة بسيطة للمستثمرين للوصول إلى الأسواق المالية العالمية، وتحتفظ صناديق الاستثمار المتداولة بشكل عام بمجموعة من الأسهم أو السندات أو الأوراق المالية الأخرى في صندوق واحد أو يكون لها تعرض لسهم واحد أو سند من خلال صندوق استثمار متداول للأوراق المالية الفردية، ما يجعل أسهمها من الأسهم الأمريكية المقاومة للركود.
شاهد أيضًا: أفضل أسهم شركات الأدوية للاستثمار 2025
أهم صناديق ETF المتداولة في أمريكا
تعد صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) أدوات استثمارية شائعة جدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوفر للمستثمرين طريقة سهلة وفعالة لتنويع محافظهم الاستثمارية، وتعتمد أهمية هذه الصناديق على عدة عوامل مثل:
- حجم الأصول المدارة (AUM).
- حجم التداول.
- نسبة المصاريف.
- الأداء التاريخي.
فيما يلي قائمة بأهم الأسهم الأمريكية المقاومة للركود من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة:
Vanguard S&P 500 |
|
SPDR S&P 500 ETF Trust |
|
Vanguard Total Stock Market ETF |
|
أسهم صناديق الاستثمار العقاري
هي طريقة شائعة للاستثمار في العقارات دون الحاجة إلى شراء أو إدارة عقارات بشكل مباشر، وتقوم هذه صناديق بجمع الأموال من عدد كبير من المستثمرين وتستخدمها لشراء مجموعة متنوعة من الأصول العقارية المدرة للدخل، مثل:
- المجمعات السكنية.
- المكاتب التجارية.
- مراكز التسوق والتجزئة.
- الفنادق.
- المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.
- المستودعات ومراكز التوزيع (اللوجستية).
- مراكز البيانات (Data Centers).
- أبراج الاتصالات.
تولد هذه العقارات دخل رئيسي من الإيجارات ما يجعلها جزئيا من الأسهم الأمريكية المقاومة للركود، لكن وعلى الرغم من جاذبيتها إلا أنها لا تعد ملاذ استثماري آمن حيث لا يمكن تجاهل أزمة 2008 وأثرها على هذا القطاع.
اقرأ المزيد: التمويل العقاري وتنظيم الإقراض
الاستثمار في الأسهم الأمريكية المقاومة للركود لا يعني التحوط بالدرجة الأولى أو الاتجاه إلى استثمار أمن لكنه يخدم بالدرجة الأولى مفاهيم تنويع المحفظة الاستثمارية التي يمكنها تخفيف الأثر السلبي في حالة حدوث تراجع أو ركود.