الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء يعتبر خطوة استراتيجية تساهم في تحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات البيئية المعاصرة؛ منها تغير المناخ والتلوث واستنزاف الموارد، حيث إن ذلك النوع من الاستثمار يركز على دعم الابتكارات، والتقنيات التي تقلل الانبعاثات الكربونية، وتحافظ على البيئة منها الطاقة المتجددة والنقل الكهربائي، إضافة إلى إدارة النفايات بكفاءة.
مع زيادة الوعي العالمي بأهمية حماية البيئة، أصبح الإستثمار في التكنولوجيا الخضراء يمثل فرصة اقتصادية واعدة، حيث إنه يجمع بين العائد المالي والمردود البيئي والاجتماعي، فلذلك يعتبر ذلك التوجه جزء أساسي من التحول نحو اقتصاد أخضر أكثر استدامة وشمول.
الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء
يعد الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء هدف معظم دول العالم بالمستقبل، لكي يتم تحقيق تنمية دائمة تساهم في المحافظة على حقوق أجيال المستقبل بالتنمية، کما تساعد على الحفاظ على البيئة عن طريق تقليل الانبعاثات التي تنتج عن الاحتراق للمصادر التقليدية، وعدم استنزاف الموارد الطبيعية الغير متجددة.
كما أن اتجاه جميع دول العالم إلى تطوير تکنولوجيات الطاقات المتجددة والاستثمار في المشاريع الخاصة به أصبح من الأمور الضرورية، وهذا بسبب الأضرار التي سببها استعمال الوقود الحفري لكي يتم توليد الطاقة المطلوبة للنشاط الاقتصادي العالمي، إضافة للمخاطر الصحية المطلوبة لهذا، وذلك ما جعل الدول المتقدمة اقتصاديا، وسواء المتطور منها أو النامية تضع سياسات تساهم في دعم الطاقات المتجددة.
إضافة إلى أن دول العالم عرفت اتجاه زائد نحو الإنتاج والاستثمار واستغلال الطاقات المتجددة، حيث إن الصين حصلت على أول مرتبة بشكل عالمي من خلال الولايات المتحدة الأمريکية.
يمكن التعرف على المزيد من المعلومات حول الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، وذلك عبر موقع انفست المتخصص في كل ما هو يتعلق بالاستثمار، والاقتصاد.
اقرأ المزيد: افضل استراتيجية في التداول يمكن الاعتماد عليها
المبادئ الرئيسية في التكنولوجيا الخضراء
بالحديث عن الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، نشير إلى أن الهدف منها هو أن تصبح مستدامة، حيث يتم تصميمها لتلبية متطلبات الحاضر بدون المساس بقدرة جميع الأجيال القادمة على تلبية متطلباتها الخاصة، ويلزم أن تمنع الأثر البيئي بالعديد من الطرق المتنوعة؛ منها التركيز على جودة الطاقة، واستعمال مصادر الطاقة المتجددة.
كما أن إستراتيجيات التقنية الخضراء تراعي دورة حياة الخدمة، أو المنتج بشكل كامل بداية من إخراج المواد الخام وصولًا إلى أن يتم التخلص منها، حيث إن مؤيدوهم يسعون إلى فهم التأثير البيئي الشامل للأنشطة الخاصة بهم في الاقتصاد الدائري، منها الإطلاع على تأثير التقنية على المجتمعات المحلية والمستهلكين، والعمال والسعي إلى العثور على حلول عصرية تفيد المجتمع بشكل كامل.
أنواع التكنولوجيا الخضراء
في ظل الحديث عن الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، نجد أنه جدير بالذكر أن هناك مجموعة كبيرة من أنواع التكنولوجيا الخضراء، حيث تشتمل تلك الأنواع على ما يلي:
الطاقة المتجددة
الطاقة المتجددة ايضاً معروفة باسم الطاقة الخضراء أو الطاقة النظيفة، حيث إنها الطاقة المتجددة التي يتم استمدادها من المصادر الطبيعية، والتي يتم تجديدها بشكل أسرع من استعمالها، كما أن الطاقة التي يتم استمدادها من الوقود البديل، ومصادر الطاقة المتجددة لا ينتج عنها أي ملوثات هواء أو انبعاثات كربونية، وتشتمل أنواع مصادر الطاقة المتجددة على طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الحرارية الأرضية، إضافة إلى الكتلة الحيوية، والطاقة الكهرومائية، كما أن توربينات الرياح والألواح الشمسية تعتبر أمثلة منتشرة على تلك التكنولوجيا.
كفاءة استعمال الطاقة
مراقبة استهلاك الطاقة، وتحسينها يمكن أن يكون سبب في التقليل من التكاليف والهدر أيضاً، ومن وجهه نظر التكنولوجيا الخضراء يشتمل على إنشاء الأنظمة، والمنتجات لاستعمال طاقة أقل أو التحسين منها، حيث إن هذه الأمثلة تشتمل على التكنولوجيا في العمل للأجهزة التي تعمل على توفير الطاقة وإضاءة LED وتقنيات تخزين الطاقة وأنظمة إدارة الطاقة والعدادات الذكية.
إدارة النفايات
التكنولوجيا الخضراء من الممكن أن تساهم في جعل التخلص من المنتجات، والموارد أكثر استدامة، وتشتمل تقنيات إدارة النفايات على مرافق إعادة التدوير المتطورة التي تعمل على تحويل النفايات لموارد قيمة، منها مواد خام، أو الطاقة للتصنيع، كما أن هذه التكنولوجيا تشتمل على أنظمة تحويل النفايات لطاقة تستعمل الحرق الذي يتحكم فيه لكي يتم تحويل النفايات للطاقة.
وسائل النقل
المركبات والحافلات الكهربائية، والشاحنات التي تعمل بالبطاريات القابلة إلى إعادة الشحن، تساهم في التقليل من الانبعاثات التي تنتج عن الوقود الأحفوري، وتدخل تقنيات الوقود البديلة ذات الكربون المنخفض والوقود الحيوي من ضمن تلك الفئة، كما أن التطورات بمجال البنية التحتية الحضرية والنقل العام لكي يتم دعم الدراجات الهوائية، والمركبات الكهربائية تعتبر جزء من ذلك الجهد.
معالجة مياه الشرب ومياه الصرف الصحي
تدخل التكنولوجيا التي تساهم في تنقية المياه لكي يتم إعادة استعمالها بشكل آمن من ضمن التكنولوجيا الخضراء، حيث إن الأمثلة تشتمل على التركيبات ذات التدفق المنخفض، وجمع مياه الأمطار وتقنيات الترشيح المتطورة التي تتخلص من الملوثات من ماء الصرف، وذلك ما جعلها آمنة للعمليات الصناعية أو الري.
نشاط الزراعة
ممارسات الزراعة المستدامة، والزراعة الذكية تسعى إلى منع الأثر البيئي لكي يتم إنتاج الغذاء والمحافظة على الأمن الغذائي، وتشتمل هذه الأمثلة على الزراعة الدقيقة التي تستعمل تحليل المعلومات وأجهزة الاستشعار لكي يتم التحسين من استعمال الزراعة العمودية والموارد التي يتم زراعة المحاصيل فيها بطبقات مكدسة ويتم استعمال إضاءة ليد وأنظمة الزراعة المائية.
شاهد أيضًا: الاستثمار في الصناديق المتداولة ETF وتحقيق الأرباح منها
اهمية التكنولوجيا الخضراء
في إطار الحديث عن الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، نشير إلى مبادرات التكنولوجيا الصديقة للبيئة، تلعب دور ضروري جداً في عملية معالجة تغير المناخات، حيث يتم إنتاج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تنتج عن الأنشطة البشرية (التي منها إزالة الغابات وحرق الوقود الأحفوري) مستويات من ثاني أكسيد الكربون غير مسبوقة بالغلاف الجوي للأرض.
إذ إن تلك التركيزات تكون سبب في حدوث الاحتباس الحراري وجميع عواقبه التي منها زيادة منسوب ماء البحر والظواهر الجوية الشديدة، إضافة إلى حدوث خلل بالنظام البنائي.
بناءً على الهيئة الحكومية الدولية المتخصصة في تغير المناخ (IPCC)، يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمنع الاحتباس الحراري العالمي حتى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي.
كما أن اعتماد التكنولوجيا المستدامة يمكن أن يساهم في تقليل الانبعاثات والتخفيض من بصمات الكربون بالشركات والدول، كما تتمكن من المحافظة على حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية، إضافة إلى التقليل من خلل النظام البنائي، ولكن مميزات التكنولوجيا الخضراء عديدة تتمثل في ما يلي:
الوفورات المالية
تطبيق التكنولوجيا التي توفر الطاقة وأنظمة الطاقة المتجددة، يمكن أن تكون سبب في التقليل من التكاليف مع مرور الوقت، كما أن شركات التكنولوجيا الخضراء تعتبر جزء مهم من صناعة متطورة تمتلك القدرة الكبيرة على توافر وظائف حديثة بمجالات محددة، منها التصنيع الدائم والطاقة المتجددة والاستشارات البيئية.
تحسين السلامة العامة
إضافة إلى أن منع التلوث يساهم في التقليل من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، ومشاكل الأمان والسلامة الأخرى، كذلك الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء، يمكن أن يكون سبب في التحسين من سمعة العلامة التجارية للشركة، حيث من الممكن أن يساهم في جذب المستثمرين المهتمين بالبيئة وتبني الممارسات المستدامة العملاء.
إلى هنا تم الوصول إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا من خلاله حول الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء الذي يمثل مسار واعد لكي يتم تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، حيث إنه لا يساهم في تقليل الأثر البيئي للأنشطة البشرية فقط، بل يفتح طرق جديدة للابتكار وخلق فرص العمل في قطاعات مستدامة.
الأسئلة الشائعة:
هل تستحق التكنولوجيا الخضراء الاستثمار؟
نعم، تستحق التكنولوجيا الخضراء الاستثمار، إذ إنه من المتوقع أن تشهد تلك الصناعة مزيد من التقدم بالمستقبل القريب.
كيفية الاستثمار في الطاقة الخضراء؟
يمكن الاستثمار في الطاقة الخضراء من خلال طريقتين، وهما شراء الأسهم، أو السندات الخاصة بالشركات المتخصصة بالطاقة الخضراء.
