تهدف رؤية السعودية 2030 إلى تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية عبر خريطة طريق تتلخص معالمها في تقليص الاعتماد على النفط والمواد الهيدروكربونية، وتعتمد الاستراتيجية على إضافة قدرات أكبر من الإنتاج خلال فتىات زمنية تتراوح بين القريبة والمتوسطة لإحلال قدرات الإنتاج القديمة وزيادة قدرة الشبكة وذلك من خلال إضافة 9.5 جيجاوات بشكل إجمالي على أن يتم إضافة 5.9 جيجاوات بحلول 2030.
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة يستهدف البرنامج زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة المتجددة إلى الحد الأقصى بما يحقق النمو المستدام ويطابق النشاط الدولي في تقليل انبعاثات الكربون واعتماد طاقات خضراء بديلة.
الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية
ارتفاع معدل النمو السكاني والاقتصادي في المملكة العربية السعودية يتبعه ارتفاع في معدل استهلاك الطاقة، ومن اجل تحقيق استراتيجية متوازنة تحافظ على حقوق الأجيال المستقبلية وترسي قواعد النمو المستدام اتجهت المملكة لدمج مصادر الطاقة المتجددة مع الوقد الأحفوري ضمن برامج الطاقة الخاصة بها.
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة في المملكة برنامج طويل المدى متعدد الأوجه ويهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة بشكل كبير في مزيج الطاقة الكهربائية، وتتم إدارته وتنفيذه من قبل وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية.
توطين تقنيات الطاقة المتجددة
هو برنامج يعمل على زيادة المحتوى المحلي لقطاع تقنيات الطاقة المتجددة بما يدعم تسريع نمو القطاع الخاص المحلي من خلال تمكين ودعم الشركات المحلية في تطوير منتجات وتطبيقات وخدمات الطاقة المتجددة، ويتبنى البرنامج إنشاء مشاريع أولية لهذه التقنيات بقيادة القطاع الخاص عن طريق تطبيق مبدأ مشاركة التكاليف بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة والقطاع الخاص المحلي.
تتولى شركات القطاع الخاص الربحية مسؤولية الابتكار والقيادة بهدف التمكين والاستقلالية وإرساء قواعد الابتكار والإبداع الحر بالإضافة إلى زيادة مستوى القدرة على تحقيق أرباح مادية تغطي تكاليف التجربة والإنشاء.
العوامل المحفزة للإستثمار في الطاقة المتجددة في السعودية
الموقع الجغرافي للملكة يضمن لها تحقيق عدد من المميزات الجاذبة في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة سواء عبر طاقة الرياح أو من خلال الطاقة الشمسية، وتمتلك المملكة صحاري رملية شاسعة تتمتع بمعدل سطوع مرتفع وحركة تيارات هوائية قوية، وتعد هذه العوامل المبدئية طرف أساسي في تحديد مدى القدرة على الدخول في عصر إنتاج الطاقة المتجددة.
تطل المملكة في حدودها الشرقية والغربية على مسطحات مائية هذه الميزة تكسبها منفعة تجارية وقدرة على التصدير في المقام الأول دون النظر إلى تقنيات إنتاج الطاقة الأخرى المتمثلة في توليد الكهرباء من حركة المد والجزر.
من خلال الدمج الميزة الأولى والثانية يتضح بشكل جلي قدرة المملكة على تكون مركز إقليمي متكامل للطاقة يجمع بين القدرة على إنتاج وتصدير النفط ومشتقاته وإنتاج وتصدير الطاقة المتجددة.
يعد الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة في المملكة العربية السعودية خيارًا منخفض المخاطر، نظراً للطلب المتزايد والمستمر على مصادر الطاقة، لاسيما الطاقة النظيفة، في ظل التحديات العالمية المرتبطة بتغير المناخ، ومن جهة أخرى، برهنت المملكة على قدرتها التنافسية العالية في هذا المجال، حيث سجل مشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح، بقدرة إنتاجية تبلغ 400 ميغاواط، أدنى تكلفة عالمية لتوليد الكهرباء من الرياح بسعر 1.99 سنت لكل كيلوواط/ساعة، ما يعكس بوضوح الجاذبية الاستثمارية القوية لهذا القطاع في السعودية.
الطاقة الشمسية وفرص الاستثمار
تأتي الطاقة الشمسية على رأس مصادر الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية وهو المصدر الأكثر على قدرة على الإنتاج نتيجة الطبيعة الصحراوية للمملكة ومعدل السطوع الذي تتمتع به، وتستهدف الدولة إنتاج 41 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2032 منقسمة إلى 25 جيجاوات من الخلايا الشمسية الحرارية و16 جيجاوات من الخلايا الكهروضوئية.ٓ
محطة سكاكا للطاقة الشمسية
هو المشروع الأول ضمن خطة الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية الطموحة للتحول للطاقة المتجددة، وتبلغ طاقة المشروع 300 ميغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وتساهم الطاقة المنتجة من الكهرباء في تأمين أحتياجات 45 ألف منزل كما أنها تساعد على خفض 430 ألف طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
محطة سدير للطاقة الشمسية
يقع المشروع في مدينة سدير الصناعية ومن المخطط أن تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى 1500 ميغاواط، وهو بذلك أحد أكبر المحطات الشمسية في العالم والأكبر في المملكة العربية السعودية
تبلغ قيمة محطة سدير الاستثمارية 3.4 مليار ريال سعودي، ويساهم في تأمين احتياجات الطاقة إلى 185 ألف وحدة سكنية، ويعمل المشروع على خفض الانبعاث الكربونية بمقدار حوالي 2.9 طن سنويا.
سجل المشروع ثاني أقل تكلفة إنتاج للكهرباء من الطاقة الشمسية عالمياً حيث بلغت التكلفة 1.239 سنتاً أمريكي/ كيلو واط للساعة.
طاقة الرياح في السعودية
طاقة الرياح هي حركة الهواء الناتجة عن فارق الضغوط الجوية بين المناطق الجغرافية، وتزداد وضوح هذه الظاهرة في الأماكن المفتوحة ذات التغير الشديد في درجات الحرارة، وتستخدم حركة الهواء هذه في تحريك توربينات عملاقة محولة الطاقة الحركية إلى كهربائية ويعد من أوجه الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية البارزة، وتمتلك هذه الطريقة عدد من المميزات:
- وسيلة أفضل لإنتاج الطاقة.
- انبعاثات كربونية منخفضة.
- متطلبات أقل للصيانة.
- حجم عمالة أقل.
مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح
هو مشروع أطلقه الملك سلمان في نوفمبر 2018 لإنتاج الكهرباء باستغلال طاقة الرياح وتبلغ طاقته الإنتاجية 400 ميغاواط ويستهدف تأمين احتياجات 70 ألف منزل من الطاقة الكهربائية، ويعد المشروع باكورة إنتاج الطاقة المتجددة من الرياح والتي متوقع لها ان تشهد نمو متسارع نتيجة الطبيعة الجغرافية للمملكة وحركة الضغوط الجوية فيا، ما يضعها على رأس خريطة الإستثمار الخضراء الإقليمية.
الطاقة الأحفورية مقابل الطاقة المتجددة
على الرغم من الاتجاه العالمي المتسارع للطاقة الخضراء مقابل الوقود الأحفوري أو الهيدروكربوني، إلا أن هناك عوامل مازالت تمثل عائق أمام معدلات الاستثمار في الطاقة المتجددة مقابل التقليدية تتمثل في الآتي:
الأحفوري | المتجددة |
|
|
السعودية واحدة من أكبر الدول النفطية العالمية ما يجعل الوجهة الأولى للاستثمار فيها نحو الوقود الأحفوري وصناعة البتركيماويات وهما ما يشكلان مصدر الدخل الأساسي للمملكة.
على الرغم من السعي إلى تحسين الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية إلا أن هذه المحاولات ما زالت لا ترقى لما هو مأمول تحقيقه خاصة في ظل غياب الدافع المحفز إلى ذلك.
تابع المزيد: أهمية المناطق الاقتصادية الخاصة السعودية
هل يكون الهيدروجين الأخضر هو الحل ؟
الهيدروجين الأخضر هو تقنية حديثة تهدف إلى استخدام الطاقة النظيفة في تحليل الماء لإنتاج الهيدروجين والأمونيا وهي تقنية ثورية تستهدف إحلال الوقود الأحفوري مع الحفظ على البيئة، وتسعى عدد من الدول الإقليمية وعلى رأسها مصر إلى جذب الاستثمارات العالمية في هذه التقنية وقد تمكنت بالفعل من الإنتاج وتموين بعض الوحدات المتحركة بنواتج هذه الصناعة.
تسعى المملكة إلى اتخاذ خطوات سباقة في هذا الملف بما يضمن لها تحقيق الريادة وتحقيق مبدا التوازن والاستدامة.
تسعى المملكة إلى تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة السعودية من خلال توطين البنية التحتية اللازمة للرقي بهذه الصناعة وتحقيق الازدهار بها.