الاستثمار في العملات الأجنبية أو ما يطلق عليه تداول الفوركس هو نوع من الاستثمارات المربحة التي تحقق عوائد مالية ضخمة، ولكنها في نفس الوقت تنطوي على نسبة عالية من المخاطرة، وعلى الرغم من ذلك يسعى الكثير من المستثمرين إلى الدخول فيه.
يعتمد هذا النوع من التداول بالتحديد على استبدال عملات معينة الأخرى وتحقيق الربح من خلال فارق العملة، وبالتالي كلما استطعت الاستثمار في مبالغ أكبر كان هناك فرص لتحقيق أرباح وهمية، ولكن من المهم أن تمتلك الخبرة العالية في هذا المجال وأن تستعين بشركة الوساطة الخبيرة التي تساعدك في تحقيق هذا الهدف بدلا من أن تتكبد خسائر فادحة لا يمكن تعويضها.
الاستثمار في العملات الأجنبية
يعتبر الاستثمار في سوق العملات الأجنبية من أفضل الاستثمارات التي أصبح يقبل عليها عدد كبير من المستثمرين من حول العالم، وحتى مع المحاذير الحكومية والشرعية في الدول العربية والإسلامية فقد سعى الكثير من المستثمرين فيها إلى الدخول في هذا المجال والبحث عن منافذ شرعية حلال يمكن الاستثمار فيها وتحقيق الكثير من الأرباح التي يمكن تحقيقها في فترة وجيزة مقارنة بأنواع الاستثمارات الأخرى.
ومع التطور التكنولوجي الكبير ووجود شبكة الانترنت أصبح من السهل على الأشخاص والشركات الاستثمار في البورصات العالمية خارج نطاق الدول، وذلك من خلال التداول عبر الانترنت والتعامل من خلال شركات الوساطة المالية الموجودة عبر الانترنت والتي تقدم لمساعدة اللازمة للمستثمرين دون الحاجة إلى التواجد الفعلي داخل البورصة أو بالقرب من الشركة من خلال أدوات التحليل الفني والمالي وتقديم الدعم الفني اللازم في الوقت المطلوب، وكل هذا أون لاين عبر شبكات اتصال إلكترونية.
ومن الممكن أن يتم الاعتماد على حاسبة الأرباح التي تساعدك في التعرف على قيمة العملات الحالية ومن ثم حساب الأرباح بكل دقة.
أنواع سوق العملات الأجنبية
من المعروف على مدار التاريخ أن الاستثمار في الاستثمار في الأهم والأوراق المالية يتم من خلال البورصة، ولكن الأمر يختلف تماما عند الاستثمار في العملات الأجنبية حيث تكون عبر شبكة الانترنت بين جهات معينة بشكل مباشر، حيث يتم إدارة هذه الاستثمارات من خلال شبكة عالمية، وهذه الأسواق تنقسم إلى ثلاث أنواع كما يلي:
سوق العملات الأجنبية الفورية
وهي السوق التي يتم من خلالها تبادل زوج من العملات الأجنبية وهو يحدث عند نقطة تسوية التداول، وهذا النوع من التداول يكون قصير الأجل، حيث يتم بشكل فوري أو على الأقل على مدار فترة زمنية قصيرة.
سوق العملات الأجنبية المستقبلي
هذا السوق يتم فيه الاستثمار في العملات الأجنبية ولكن على المدى الطويل، حيث يتم الاتفاق على عقد بيع أو شراء لنوع معين من العملات بمبالغ محددة وتكون بتاريخ معين يتم تحديده في المستقبل، وهذا النوع من العقود هو ملزم للطرفين من الناحية القانونية ولا يجوز مخالفة أي من بنوده حتى مع تغير الأسعار أو تغير ظروف السوق بصفة عامة.
سوق العملات الأجنبية الآجل
هذه السوق تختلف بعض الشيء عن الاستثمار في العملات الأجنبية المستقبلي، حيث يتم عمل عقود اتفاق للبيع أو الشراء لنوع معين من العملات بسعر معين ويتم تحديد تاريخ الاستحقاق في المستقبل، ويمكن أن يتم وضع عدة خيارات لتواريخ مستقبلية مختلفة يتم دفع قيمة العملة في أي منها.
أقرأ المزيد: التداول اليومي: ما هو وأين يمكن تعلمه؟
العوامل المؤثرة في سوق العملات الأجنبية
على الرغم من أن الاستثمار في العملات الأجنبية هو من أفضل الخيارات الشائعة التي يذهب إليها الكثير من المستثمرين، إلا أنها لا تتسم بكونها سوق مستقرة، إذ تتحكم العديد من العوامل في هذه السوق بشكل كبير، والتي تتمثل فيما يلي:
البنوك المركزية
تتحكم البنوك المركزية في الدول بحجم الاستثمار في العملات الأجنبية من خلال التحكم في العرض وذلك وفقا للسياسات المناسبة التي تتبعها هذه البنوك وفقا لظروف السوق والأوضاع الاقتصادية والسياسية القائمة، ومن خلال اتخاذ التدابير اللازمة يتم تحديد سعر العملة وطرحها في السوق.
التقارير الإخبارية
تؤثر الأخبار اليومية التي تخص أسواق اقتصادية معينة في أسعار العملات، بمعنى أن الأخبار الإيجابية تساعد على تحفيز المستثمرين والأشخاص على ضخ الأموال في قطاعات اقتصادية معينة تجلب مزيد من الربح عرف عنها أخبار إيجابية، وبالتالي فإن هذا يزيد من حجم الاستثمار في هذه المنطقة مما يرفع من سعر العملة.
والعكس فإن الأخبار الاقتصادية عن بعض المناطق أو القطاعات الاقتصادية يؤدي إلى توقف الاستثمار وسحب رجال الأعمال أموالهم مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة الخاصة بها.
أوضاع السوق
تعتبر حركة السوق جزء لا يتجزأ من الأخبار التي ترد عن المناطق التي تضم هذه السوق، وبالتالي فإن الاستثمار في العملات الأجنبية يتأثر بشكل كبير لأن سلوك المستثمرين يتغير بشكل كبير وفقا لحركة العملات، فعند ارتفاع قيمتها تجد أن المستثمرين يتجهون إلى التداول عليها، والعكس وتنتشر هذه السياسة بين المستثمرين الآخرين مما يؤدي إلى التأثير على حجم الطلب بالصعود والهبوط وفقا لذلك.
الأخبار السياسية
لا شك أن الأوضاع السياسية للبلدان تؤثر بشكل قوي على أسعار عملاتها وترفع قيمتها او تخفضها حسب الاستقرار السياسي داخل هذه الدول، فعلى سبيل المثال فإن الدول التي تعاني من حروب وأزمات سياسية تتأثر اقتصاديا بشكل كبير، ومن ثم فإن أسعار العملات الخاصة بها تنخفض، وبالتبعية تجد أن الاستثمار فيها يقل بشكل كبير ويقل الطلب على الاستثمار في العملات الأجنبية الخاصة بها.
نفس الأمر بالنسبة لفترات الانتخابات والأحداث السياسية الهامة تجد أن الدول تتعرض لموجة كبيرة من عدم الاستقرار في أسعار العملات إلى أن تنتهي هذه المرحلة.
مزايا التداول في العملات الأجنبية
يمكن القول أن هناك الكثير من الفوائد التي تتحقق عند الدخول في سوق التداول على العملات الأجنبية، ومن أهمها ما يلي:
- الشفافية والوضوح: تتسم سوق الفوركس بدرجة عالية من الشفافية يصعب معها التلاعب بالأسعار السوقية من جانب المتداولين، حيث يعمل في السوق عدد ضخم من المستثمرين يوميا يصل عددهم إلى ما يزيد عن 75 تريليون دولار، وبالتالي فإن أي تلاعب يحتاج إلى التداول بمبالغ خيالية.
- التنفيذ الفوري للأوامر: يتسم الاستثمار في العملات الأجنبية بأن تنفيذ صفقات البيع والشراء يتم بشكل لحظي نظرا لوجود عدد ضخم من العروض والطلبات وبالتالي فإن تحقيق الأرباح لا يحتاج إلى الكثير من الوقت حيث يوجد عدد هائل من البائعين والمشترين في نفس الوقت في السوق.
- السيولة العالية: لأن هناك عدد ضخم من المتداولين داخل سوق العملات الأجنبية فإن هذه السوق تتسم بقدر عالي من السيولة المالية مما يؤدي إلى سهولة التداول وتحقيق عدد لا نهائي من صفقات البيع والشراء في نفس الوقت بدلا من الانتظار لوقت طويل لإيجاد المشتري بالسعر المناسب كما يحدث بالنسبة لسوق الأسهم والأوراق المالية.
بهذا نكون قد تعرفنا على كل ما تحتاجه حول الاستثمار في العملات الأجنبية من مزايا وعيوب وأيضا تعرفنا على أهم العوامل التي تساهم في تحريكه لتحقيق الربح المستهدف من قبل المستثمرين مما يساعد على عقد صفقات البيع والشراء.