معنى التضخم الاقتصادي هو المعنى الأكثر شيوعا بين المصطلحات الاقتصادية التي يتداولها الكثير من رجال الأعمال والمستثمرين في السوق سواء من أفراد أو شركات، حيث تفشى التضخم بشكل كبير في كافة القطاعات الاقتصادية المختلفة، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على المستوى العالمي ككل مما أدى إلى الكثير من التأثيرات السلبية الكبيرة على المستثمرين والشركات بصفة عامة.
ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث بشكل مفصل عن ماهية التضخم أسبابه وكيفية التغلب على التحديات التي تنتج عن وجوده في البيئة الاقتصادية لاختيار أفضل المشروعات الرابحة والتي لا تتأثر بشكل كبير بسبب هذا التضخم.
معنى التضخم الاقتصادي
التضخم كمصطلح اقتصادي يعني عدم وجود القدرة على الشراء في ظل ظروف اقتصادية معينة بسبب انخفاض قيمة النقود التي تمتلكها أمام قيمة السلع، وبمعنى آخر فإن قيمة المبلغ الذي تملكه الآن لن توفر لك ما كنت تستطيع شرائه بها بالأمس بسبب ارتفاع معدل الأسعار اليومية بنسبة مرتفعة أكثر من الحد الطبيعي.
وهناك نوعين من التضخم، هو التضخم المرتفع والذي يشير إلى ارتفاع الأسعار بمعدل سريع للغاية، بينما التضخم المنخفض فهو يعني أن الأسعار ترتفع أيضًا ولكن بمعدل بطئ.
وفي كلا الحالتين يمكن أن يطلق على التضخم هذا المصطلح عندما تكون نسبة الزيادة في الأسعار مستمرة لمدة طويلة، وتكون عامة على النشاط الاقتصادي ككل.
أنواع الاستثمارات خلال فترة التضخم
لأن التضخم حالة عامة تؤثر بشكل كبير على كافة القطاعات فهناك بعض المستثمرين الذين يتحايلون عليه من خلال الدخول في أنواع معينة من الاستثمارات يمكن من خلالها أن يحافظوا على معدل ربحية مناسب يساعدهم في الاستمرار داخل السوق دون الانسحاب منه، ويعمل هؤلاء على استخدام حساب الارباح التي تساعدهم في حساب قيمة العائد الاستثماري منها على حسب قيمة رأس المال الأصلي مع وضع مدة الاستثمار في الحسبان مما يساعدهم في تقييم مجالات الاستثمار المختلفة ومن ثم اختيار الأفضل منها من خلال عمل مقارنة تستند إلى مؤشرات السوق وحجم التضخم.
ومن أبرز الاستثمارات التي يمكن الربح فيها مع وجود التضخم الاقتصادي ما يلي:
- الاستثمار في السهم الذي يمكن أن يحقق أرباح على المدى الطويل حتى مع وجود تضخم.
- تجارة الذهب والفضة والبترول والتي تعد أكثر القطاعات الشائعة التي ترتفع قيمتها مع زيادة معدل التضخم.
- الاستثمار العقاري ويعد استثمار آمن يحقق عوائد طويلة الأجل بمعدلات مرتفعة خاصة مع التضخم.
- شراء السندات الحكومية تعد عوائدها مضمونة وفعالة إلى حد كبير مع زيادة التضخم.
- الاستثمار في العملات الأجنبية خيار جيد يقبل عليه المستثمرون في أوقات التضخم حيث تزيد قيمة بعض العملات بنسبة عالية.
- التداول في العملات الرقمية من الاستثمارات التي تحقق عوائد مرتفعة للغاية حتى مع المخاطرة العالية.
أسباب التضخم وأهم عوامل ارتفاع الأسعار
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة معدل التضخم الاقتصادي والتي تؤثر بشكل كبير على حجم القوة الشرائية في السوق بشكل سلبي، وهي عبارة عن:
- هناك نوع التضخم الذي ينتج عن ارتفاع أسعار تكلفة الخامات اللازمة للإنتاج، ويكون مصاحب لثبات في الطلب مع انخفاض قيمة المعروض، مما يضطر المستهلك إلى دفع المزيد من المبالغ للحصول عليها حتى تستطيع الشركة تغطية التكلفة ولا تتعرض للخسارة.
- التضخم الذي يحدث بسبب زيادة الطلب على السلع بمقدار أعلى من الكمية المعروضة مما يؤدي إلى زيادة الأسعار.
- ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الخارج أو السلع المحلية التي تحتاج خامات مستوردة بسبب ارتفاع تكلفة استيراد هذه السلع والخامات نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية أمام سعر العملة للبلد المستورد منه مما يؤدي في النهاية إلى التضخم.
- تمثل نظرة الشركات والأفراد في المجتمع إلى الأسعار فارقا كبيرا في إحداث التضخم، فكلما كانت التوقعات بارتفاع معدله كان لهذا دور كبير في اتخاذ القرارات الاقتصادية في الوقت الحالي، ومن ثم يؤثر ذلك على القوة الشرائية وإحداث حالة من التضخم، فمثلا عند قيام أحد الشركات زيادة التضخم تقوم برفع أسعار منتجاتها، وقد يطلب العمال زيادة الأجور حتى يمكنهم مواكبة صعوبات الحياة وغلاء المعيشة، وهذا الأمر الذي يساعد على تفشي التضخم بشكل أكبر.
أقرأ المزيد: استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة
التأثيرات السلبية للتضخم
هناك العديد من الآثار الغير مرغوبة التي تظهر في السوق سواء بين الشركات او الأفراد والتي تنتج عن زيادة معدل التضخم الاقتصادي بشكل كبير ولفترات طويلة، ومن أهمها ما يلي:
انخفاض معدل القوة الشرائية
لا شك أن انخفاض قيمة النقود المتسارع أمام قيمة السلع والخدمات يوما بعد يوم يؤدي إلى تقليل القوة الشرائية، بمعنى عدم القدرة على شراء السلع والمنتجات بنفس الأسعار حيث تزيد أسعارها بمعدل متسارع قد يعجز الأفراد عن مواكته وتوفير السيولة اللازمة للحصول عليه، وتصبح المشكلة كبيرة عندما تكون هذه السلع هي المواد الغذائية والأدوية والوقود لأنها منتجات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها.
عدم التوازن بين الأسعار والأجور
يؤثر ارتفاع معدل التضخم الاقتصادي على الأشخاص بشكل كبير عندما تتزايد أسعار السلع والمنتجات، وفي المقابل تكون أجورهم ثابتة وبالتالي يحدث عجز في مواجهة الغلاء وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية أو الترفيهية، وفي المقابل يحدث العكس عندما يكون التضخم في الأجور وليس في قيمة السلع، حيث يكون لدى الأشخاص قدرة على شراء المزيد.
التأثير على سداد الديون
يمكن القول أن المدينين هم أكثر استفادة من التضخم، حيث يمكنهم سداد قيمة الديون المستحقة بقيمة فعلية أقل وبالتالي يمكنه السداد بشكل أيسر مما لو لم يكن هناك تضخم، فإذا كان مدين بقرض قيمة الفائدة المستحقة عليه مثلا 5% ويزيد معدل التضخم بنسبة 20% ففي هذه الحالة يقوم بالدفع بنسبة 15% كل عام.
تراجع مستوى الاقتصاد العام
يؤثر وجود معدلات متزايدة من التضخم الاقتصادي بنسبة متسارعة على القطاعات الاقتصادية المختلفة في السوق من نواحي متعددة، لعل من أبرزها إحجام الكثير من الشركات ع دخول استثمارات جديدة وتحمل المخاطرة، مما يسبب إمكانية الاستغناء عن عدد من العمالة الموجودة لديها وبالتالي يؤدي إلى وجود نسبة مرتفعة من البطالة على المدى الطويل.
من ناحية أخرى فإن هذه الظاهرة تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في السوق فيما يتعلق بمعدلات العرض والطلب على السلع والمنتجات، بالإضافة إلى اندفاع الأشخاص إلى شراء مزيد من السلع قد لا يكونوا بحاجة إليها خوفا من ارتفاع أسعارها مما يسبب عجز في العرض، وقد يؤدي هذا إلى ارتفاع الأسعار بمعدل أكبر وتظل دائرة التضخم المفرغة بلا انتهاء.
أنواع التضخم
هناك العديد من أنواع التضخم الاقتصادي التي يكون لها تأثيرات مختلفة بحسب موقعها ومدى قدرتها على تغيير نمط السوق، وهي:
- تضخم الدخل ويكون ناتج عن ارتفاع معدل الدخول للأفراد.
- زيادة الأسعار او التضخم السعري ويكون نتيجة ارتفاع معدلها بشكل كبير.
- تضخم الائتمان المصرفي.
- التضخم النقدي الناتج عن زيادة صك العملات.
- أيضا تضخم تكاليف المواد الخام.
في الختام فقد تعرفنا على معنى التضخم الاقتصادي وأسبابه وكيفية التعامل معه من خلال الدخول في استثمارات آمنة لا تتأثر بارتفاع معدله في السوق بشكل كبير مما يساعد الأشخاص والشركات على تحقيق الأرباح.