يعد التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية كبير وتأتي معنى كلمة التعويم هو تركها لآليات العرض والطلب وذلك من دون أي تدخل من البنك المركزي الذي سوف يقوم بتحديد سعرها، وعلى الرغم من ذلك قد لا يكون لهذا المعنى وجود له على أرض الواقع حتى مع باقي العملات المعومة الأخرى والتي تعرف تحت مسمى العملات الصعبة، حيث أنها يمكن أن تتضمن عملات الدولار الأمريكي وعملات اليورو الأوروبي بالإضافة إلى ذلك عملات الجنيه الاسترليني البريطاني بجانب عملات الين الياباني والفرنك السويسري وغيرها من العملات الأخرى.
حيث أن هذه البلدان قد كانت تتم بها من ضمن مستوى التسويات المالية العالمية في الغالب والتي يمكن تداولها في داخل بورصات النقد الدولية، ومن خلال مقالنا هذا يمكن الحصول على المزيد من المعلومات والتفاصيل الأخرى التي تخص التعويم ونتائجه على السوق المصري.
التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية
هناك علاقة فيما بين التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية، حيث أنه بمجرد أن أعلن البنك المركزي المصري في مساء يوم الخميس الموافق 3 نوفمبر/ تشرين الثاني عن تفاصيل تحرير سعر صرف الجنيه المصري وذلك في مقابل العملات الأجنبية المختلفة، ومن حينها قد تم منح البنوك المرونة التامة في العمل على إنهاء تداول العملات وذلك من خارج القنوات الشرعية.
بحيث قد قال البنك المركزي في بيان خاص به بكون “هذا الإجراء قد جاءت اتساقا مع المنظومة الإصلاحية الطبيعية والتي قد كانت تتضمن برنامج الإصلاحات المتكاملة أو الهيكلية للمالية العامة وذلك من ضمن كافة أعمال الحكومة والذي سوف يتم تنفيذه بحسم”.
بالإضافة إلى ذلك قد أضاف البيان إلى كون “حزمة الإصلاحات النقدية أو المالية المتكاملة يمكن أن تتضمن مستوى الاقتصاد المصري الخاص والذي سوف يواجهه كافة التحديات القائمة، كما أنه سوف يعمل على إطلاق قدراته بجانب تحقيق معدلات النمو المرتفعة للغاية والقدرة على تفعيل مستوى التشغيل بما يتناسب مع مختلف الإمكانيات والموارد المصرية سواء البشرية أو الطبيعية أو حتى المادية”.
ما هي أنواع تعويم العملة؟
حتى تم التعرف على تفاصيل التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية ينبغي في البداية التعرف على أنواع التعميم حيث أنه يشمل نوعين أساسيين والنوع الأول هو الذي يطلق عليه اسم التعويم المطلق، أما بالنسبة إلى النوع الثاني هو التعويم المدار حيث أنه هو التعويم الذي يمكن أن يتدخل فيه بشكل خاص في البنك المركزي، وذلك حتى يعمل على توجيه سعر الصرف بشكل كبير سواء ارتفاعا وانخفاضا، حسب ما قد يراه محق أو مناسب من ضمن لمصلحة الاقتصاد القومي.
أما بالنسبة إلى التعويم المدار فهو في العادة هو ما يمكن أن تمارسه الدول الأخرى التي قد تصنف من ضمن دول صاحبة الاقتصادات القوية، حيث أن هذه الدول يمكن أن يكون لديها حصة معتبرة من ضمن التجارة الدولية، ومن ثم سوف تتجه هذه الدول إلى هذا النوع وذلك حتى تستهدف بالعمل على زيادة أو خفض قيمة الواردات أو الصادرات السلعية بشكل أو بأخر.
الاقتصاد العالمي يشهد حرب العملات مجددًا
والجدير بالذكر أنه قد استخدم هذا الأمر من قبل على مدار السنوات الماضية حيث أنه جاء تحت اسم حرب العملات وهي الحرب التي قد شهدها الاقتصاد العالمي وذلك من بعد الأزمة المالية الدولية خلال عام 2008، وقد كان هذا من أجل تعظيم الصادرات والعمل على تقليص قيمة الواردات، بحيث يمكن أن تلجأ إلى مستوى التعويم المدار وذلك لكافة الدول ذات الاقتصادات الضعيفة، ولكن من المحتمل أنه قد لا يكلفها ذلك الكثير من الأعباء المالية أو حتى الاقتصادية الكبيرة، وقد يكون هذا هو ما يتحقق في الحالة المصرية، وهي الحالة التي قد لا تلجأ لاستثمارات الأجانب من ضمن الدين المحلي، وهذا من أجل استقرار السعر الخاص بصرف الجنيه المصري.
وفي نهاية حديث البنك المركزي المصري قد أكد على كونه لا ينوي بالعمل على عدم فرض أي شروط أخرى يمكن أن تضمن حق التنازل عن مختلف العملات الأجنبية الأخرى مع العمل على ضمان أموال المودعين وذلك من ضمن كافة العملات الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يتضمن أيضًا عدم العمل على فرض أي قيود أخرى فيما يخص تفاصيل الإيداع أو حتى العمل على سحب العملات الأجنبية للأفراد والشركات، وقد يستثنى هذا من القيود التي فرضت على كافة الشركات العاملة الأخرى من ضمن مجال استيراد السلع أو حتى المنتجات التي قد تكون غير أساسية.
أقرأ المزيد: التداول اليومي: ما هو وأين يمكن تعلمه؟
ما هي إيجابيات التعويم؟
حتى نتمكن من التعرف على التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية يمكن التعرف على إيجابيات التعويم بشكل عام حيث أن تعويم سعر العملة من داخل الاقتصادات النامية بالوقت الحالي يمكن أن يعد بمثابة مجازفة غير محسوبة من حيث التعرف على المخاطر أو العواقب الأخرى المحتملة، وذلك بالأخص في حالة كانت الدولة التي تتبع هذا النظام من الدول الضعيفة من حيث النظام السياسي الخاص بها، حيث أن هذا قد يعكس على ضعف الدولة بأكملها وبكونها لا تتمتع بالشفافية.
ولكن في ظل إطار الأبعاد الاقتصادية هناك مجموعة متنوعة من مختلف الإيجابيات أو المزايا الأخرى التي يمكن بدورها أن تلعب دور كبير كما أنها قد تعمل على تحقيق عملية تعويم العملة بشكل دقيق، بحيث يمكن أن يكون أولها وأشهرها هي محاولة القضاء على السوق السوداء في الداخل وذلك لأن المتعاملين الجدد يمكن أن يجدون أمامهم سعر صرف واحد على الأقل من ضمن البنوك والمصارف الأخرى وذلك لدى كافة المتعاملين الآخرين من داخل العملات الأجنبية.
بالإضافة إلى ذلك التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية كبير لكون التعويم يمكن أن يساعد في العمل على القضاء الداخلي للظاهرة السلبية التي تعرف بأسم الدولرة، أو بمعنى اتجاه المواطنين للعمل على الحفاظ على الدولار، أو حتى محاولة السعي في العمل على الشراء بالدولار وذلك بدون وجود أي حاجة بذلك، ولكن قد يكون غرضهم الرئيسي هو محاولة العمل على الحفاظ على كافة مدخراتهم، أو حتى محاولة المضاربة على سعره، وذلك بهدف الحصول على أرباح مالية.
أسباب التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية
هناك الكثير من الأسباب المختلفة التي قد يكون سببها التعويم وهو اختلاف معدلات النمو الاقتصادي وذلك فيما بين الدول الصناعية الكثيرة والمتطورة، بالإضافة إلى ذلك قد يكون السبب وراء ذلك هو وجود الكثير من التأثيرات المتنوعة من ضمن اختلاف مستويات التضخم المالي وهو الذي قد حدث فيما بين الدول الصناعية الأخرى من ضمن الأسعار الفائدة التي قد نتج عنها الكثير من التغيرات المختلفة منها الأسعار التي تخص صرف العملات.
هناك علاقة مرتبطة فيما بين التعويم النقدي وأثره على الأسواق المالية حيث أن التعويم قد يؤثر على قيمة الدخل المادي بمختلف الوظائف الحكومية ويلعب دور كبير في زيادة أو نقص قيمة المبالغ المالية، وهذا ما تعرفنا عليه بالتفصيل من خلال مقالنا هذا.