يرغب البعض في معرفة ما هي السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية حيث أن البنوك المركزية تقوم باستخدام السياسية النقدية بمواجهة التقلبات الاقتصادية بجانب تحقيق استقرار الأسعار، وذلك يعني انخفاض واستقرار التضخم، وأيضاً البنوك المركزية تحدد في العديد من الاقتصادات المتقدمة أهداف صريحة للتضخم، وكذلك يتحول الآن العديد من البلدان النامية لوضع إطار لاستهداف التضخم، والبنوك المركزية تدير السياسة النقدية بتعديل عرض النقود عن طريق شراء أو بيع الأوراق المالية بالسوق المفتوحة، كما أن عمليات السوق المفتوحة تؤثر على أسعار الفائدة ذو الأجل القصير والتي بدورها تؤثر على الأسعار ذو الأجل الأطول والنشاط الاقتصادي.
السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية
قد يبحث الأشخاص عن السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية نظراً لأن البنوك المركزية عندما تقوم بخفض أسعار الفائدة تكون السياسة النقدية تيسيرية، وأسعار الفائدة عندما ترفع تكون السياسة النقدية متشددة، بجانب أنه بعد الأزمة العالمية المالية التي بدأت في عام 2007 قامت البنوك المركزية بالاقتصادات المتقدمة بتسهيل سياستها النقدية من خلال تقليل أسعار الفائدة حتى أصبحت أسعار الفائدة ذو الأجل القصير قريبة من الصفر، وذلك ما حد من الخيارات المتوفرة لإجراء العديد من التخفيضات.
كما أن بعض البنوك المركزية استخدمت سياسات غير تقليدية نقدية، فقامت بشراء سندات ذو أجل طويل لكي تواصل تقليل أسعار الفائدة ذو الأجل الطويل، والأمر وصل ببعضها لحد فرض أسعار فائدة ذو أجل قصير دون الصفر، وبمواجهة جائحة كوفيد 19 قامت البنوك المركزية باتخاذ إجراءات لكي يتم تيسير السياسة النقدية والحفاظ على تدفق الائتمان وتوفير السيولة للأسواق.
بالإضافة إلى أنه لتقليل الضغوط على أسواق العملات والسندات لجأ العديد من البنوك المركزية بالأسواق الصاعدة لعمليات التدخل بسوق الصرف الأجنبي، بجانب أنها لجأت للمرة الأولي لبرامج شراء الأصول، ولأجل التصدى بسرعة لارتفاع التضخم أقدمت البنوك المركزية بمختلف أنحاء العالم على القيام بتشديد سياستها النقدية، وذلك برفع أسعار الفائدة.
أسعار الصرف والسياسة النقدية
بصدد الحديث عن السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية التي يكون لها دور حاسم بضمان الاستقرار المالي والاقتصادي، بجانب أن الصندوق الدولي للنقد يدعم البلدان بكافة أنحاء العالم بتوفير المشورة بشأن المساعدة الفنية والسياسات سوف نوضح علاقة أسعار الصرف والسياسة النقدية، حيث أنه يوجد علاقة وثيقة بين السياسة النقدية الخاصة ببلد معينة ونظام سعر الصرف فيها، ويرجع ذلك لأن أسعار الفائدة بأي بلد تؤثر على قيمة عملتها، لذا فإن هذه البلدان التي يكون سعر الصرف لديها ثابت أمامها نطاق ضيق لانتهاج السياسة النقدية المستقلة، وذلك مقارنة بالبلدان التي تقوم بتطبيق نظام سعر صرف مرن، كما أن نظام سعر الصرف المرن يدعم وضع الإطار الفعال لاستهداف التضخم.
أهمية السياسة النقدية
استكمالاً لحديثنا عن السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية تقوم البنوك المركزية باستخدام السياسة النقدية لتحقيق استقرار الأسعار وإدارة التقلبات الاقتصادية، وذلك يعني تقليل واستقرار التضخم، بجانب أن البنوك المركزية تحدد في عدة اقتصادات متقدمة أهداف واضحة للتضخم، وأيضاً تتجه الكثير من الدول النامية نحو استهداف التضخم.
بالإضافة إلى أن البنوك المركزية تدير سياستها النقدية من خلال تعديل المعروض النقدي، وفي أغلب الأحيان يكون عن طريق بيع أو شراء الأوراق المالية بالسوق المفتوحة التي تؤثر بدورها على أسعار الفائدة ذو الأجل القصير وذو الأجل الطويل والنشاط الاقتصادي.
ما المقصود بالسياسة النقدية التقليدية؟
السياسة النقدية التقليدية تتضمن قيام البنك المركزي بتغيير هدف سعر الفائدة ذو الأجل القصير لتحقيق أهدافها الاقتصادية، بجانب أن سعر الفائدة الرسمي يؤثر على أسعار الفائدة الأخرى بالاقتصاد مثل أسعار الفائدة على قروض الأعمال وقروض الإسكان وأسعار الفائدة على حسابات التوفير، وأيضاً التغيرات بأسعار الفائدة تؤثر على مكافأة الادخار وسعر الصرف وتكلفة الاقتراض وأسعار بعض الأصول.
كما أن هذا يؤثر على قرارات الأشخاص بالاستهلاك أو الاستثمار مما يؤثر بالنهاية على النشاط الاقتصادي، وبالتالي يكون عن طريق تغيير أسعار الفائدة تساهم السياسية التقليدية النقدية البنك المركزي على القيام بتحقيق أهدافه الخاصة بأمور مثل التضخم والتوظيف والطلب الكلي مما يؤدي لرفع أسعار الفائدة حتى يتم تثبيط التوظيف ونمو الطلب الكلي، ويضع ضغط هبوطي على التضخم وبالمقابل يحفز تقليل أسعار الفائدة نمو التوظيف والطلب الكلي ويضع ضغط صعودي على التضخم.
ما هي السياسة النقدية غير التقليدية؟
بعد أن تعرفنا على السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية سوف نتعرف على ما هي السياسة غير التقليدية النقدية، حيث أنها تنشأ عند استعمال أدوات أخرى غير تغيير السعر الرسمي للفائدة، وهذه الأدوات تتضمن على التوجيه المستقبلي ومشتريات الأصول وأسعار الفائدة السلبية وتعديلات عمليات السوق وتسهيلات التمويل لأجل، وباستثناء الأسعار السلبية للفائدة طالما كانت هذه الأدوات ضمن الأدوات الخاصة بالبنوك المركزية وقد استخدمت بالماضي خاصة لدعم الأسواق المالية أما ما كان غير التقليدي بالسنوات الأخيرة فهو استعمال هذه الأدوات كآلية أساسية لتحقيق أهداف السياسة النقدية.
تأثير السياسة النقدية غير التقليدية
السياسة النقدية غير التقليدية تهدف لتحقيق نفس الأهداف الخاصة بالسياسة التقليدية النقدية، فهي تتمكن من تقليل أسعار الفائدة أكثر مما هو ممكن عن طريق تعديلات سعر الفائدة الأساسي الذي يمكن أن يصل لحده الأدنى الفعلي كما هو الحال مع تقليل سعر الفائدة النقدية، حيث أن هذا يقلل من تكلفة الاقتراض ويضع ضغوط هبوطية على سعر الصرف مما يؤدي لارتفاع بعض الأصول ويسهل على الأشخاص الاقتراض وزيادة ثقتهم بالإنفاق، بالإضافة إلى أن التدابير النقدية غير التقليدية التي تقوم بتوفير السيولة للأسواق المالية المجهدة تقوم بتدعيم الاستقرار المالي وتقلل من استعمال التوجيه المستقبلي من عدم اليقين بخصوص مستقبل السياسة النقدية.
تابع المزيد: أدوات السياسة النقدية في السعودية
دور الصندوق الدولي للنقد الخاص بالسياسة النقدية وعمل البنوك المركزية
يعمل صندوق النقد الدولي على القيام بتعزيز فعالية البنوك المركزية وذلك عن طريق ما يوفره من المشورة بشأن المساعدة الفنية والسياسات وجمع البيانات، وأيضاً بواسطة المشورة الثنائية بخصوص السياسات والتي تعرف بمشاورات المادة الرابعة يدخل الصندوق بحوار منتظم مع البنك المركزي للبلدان الأعضاء.
ويتمكن من توفير مشورة بخصوص تأسيس أطر فعالة للسياسة النقدية وإجراءاتها وسياسة السلامة الكلية الاحترازية، وبسياق الأنشطة المالية للرقابة فإن برنامج تقييم القطاع المالي لصندوق النقد الدولي يوفر للبلدان الأعضاء تقييم لنظمها المالية ومشورة بخصوص مواجهة المخاطر على الاستقرار المالي، وفي أغلب الأحيان هذه التقييمات تندرج بمذكرات فنية.
كما أن المساعدة الفنية تساعد البلدان على القيام بتطوير أطرها ومؤسساتها القانونية وقدرتها لتكون أكثر فعالية، وذلك قد يستدعي التطرق للسياسة النقدية أو سياسات السلامة الكلية الاحترازية أو نظم الصرف، ويمكن عن طريقها مساعدة البلدان على التحول لنظام استهداف التضخم أو القيان بتحسين عمليات البنك المركزي مثل إدارة النقد الأجنبي وعمليات السوق المفتوحة، بالإضافة إلى أن صندوق النقد الدولي وضع ميثاق شفافية البنوك المركزية لمساعدتها في توجيه ممارستها المرتبطة بالشفافية وهو شرط مسبق لكي يتم تحقيق استقلاليتها.
في الختام نكون قد تعرفنا على أهمية السياسة النقدية وعمل البنوك المركزية وعلاقة أسعار الصرف بالسياسة النقدية وما هي السياسة النقدية التقليدية وغير التقليدية.