ما هو تنظيم العملات الرقمية؟ ولماذا أصبح ضروريا في 2025؟ إجابة تلك الأسئلة وأكثر تأتيكم من خلال موقع انفست، إذ إن عالم العملات الرقمية لم يعد مجرد مساحة تداول عشوائي، لذا بدأت الحكومات، والمؤسسات المالية الدولية في بناء أطر تشريعية واضحة لتنظيم هذا القطاع الاستثماري الآخذ في التسارع.
حيث إن اعتماد التكنولوجيا المالية في المعاملات اليومية، جعل الحاجة إلى تنظيمها أمر ضروري لحماية المستخدم من المخاطر المحتملة، وضمان استقرار الأسواق، ومنع استخدام الأصول الرقمية في أنشطة غير قانونية، لذا يلعب التنظيم للعملات الرقمية دور مهم في مساعدة المستثمر المبتدئ على دخول إلى هذا السوق بثقة أكبر، كما يوفر للمستثمر الخبير بيئة تداول مستقرة وموثوقة.
ما هو تنظيم العملات الرقمية

حسب ما اطلعنا في موقع انفست على المصادر الرسمية، فإننا يمكننا القول بأن تنظيم العملات المشفرة يتمثل في مجموعة القواعد والضوابط القانونية والرقابية، والتي تعم الجهات المالية على إرسائها بهدف إدارة تداول الأصول المشفرة، إذ من شأن هذه القواعد العمل على حماية أموال المستثمر، وضمان الحفاظ على شفافية المعاملات.
هذا بالإضافة إلى الحد من الأنشطة المشبوهة التي قد تستغل تقنيات البلوك تشين في عمليات غسل الأموال، أو الاحتيال الإلكتروني، وتعد هذه القواعد أمر ضروري في هذه الحقبة، حيث نشهد توسع واضح في استخدام العملات الرقمية حول العالم، مما جعل الحكومات تدرك أهمية وضع أطر تشريعية يواكب هذا التطور المتسارع.
إذ إن غياب التنظيم لهذا النوع من الاستثمار، قدي يعرض المستثمرين لخسائر كبيرة، لذا فإن وجود جهات رقابية معتمدة، يضمن ثقة أكبر في التداول، كما يساهم في دمج الأصول الرقمية داخل النظام المالي بشكل آمن ومستقر.
كيف تتعامل الدول مع تقنين الأصول المشفرة
تشريعات العملات الرقمية آخذة في التطور حول العالم، إذ تعمل الدول على تنظيم العملات الرقمية ضمن أطر قانونية ورقابية تهدف إلى تنظيم تداولها، مع حماية المستثمرين، حيث بات جليًا للحكومات بالآونة الأخيرة أن غياب التشريعات المناسبة قد يؤدي إلى مخاطر مالية كبيرة.
هذا بالإضافة إلى صعوبة رص الاستخدام غير القانوني لهذه الأصول، لذا تسعى البنوك المركزية إلى بناء أنظمة دفع أكثر تطورا، ومرونة تربط بين أنظمة الدفع التقليدية، وتقنية البلوك تشين، وقد اختلفت آليات التقنين بين دولة وأخرى، لكن يمكن تلخيص أبرز الأساليب المتبعة في إصدار تراخيص لجهات محدد، وتطبيق مجموعة من السياسات والأطر القانونية.
اقرأ المزيد: خطوات فتح حساب تداول عبر الإنترنت في السعودية
الأساليب المستخدمة حول العالم لتنظيم العملات الرقمية
تسعى الدول إلى تحقيق التوازن بين الابتكار المالي، وحماية أموال المستثمر، وتوفير بيئة آمنة لتداول الأصول الرقمية ضمن النظام المالي العالمي الجديد، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الأساليب، تتلخص في الآتي:
- إصدار تراخيص تنظيمية لمنصات تداول العملات الرقمية، مما يسمح بالتداول فيها من خلال الجهات المعتمدة فقط.
- تطبيق سياسات مكافحة غسل الأموال، ومعرفة هوية العميل، مما يضمن تحكم في حركة الأصول الرقمية.
- فرض ضرائب على أرباح العملات المشفرة، مما يضمن اندماجها بشكل طبيعي ضمن الأنشطة الاقتصادية الرسمية.
- تطوير عملات رقمية حكومية، حيث إن هذه الخطوة تساهم في التقليل من الحاجة للتداول في عملات رقمية غير خاضعة للرقابة.
تنظيم العملات الرقمية في مصر

موقف البنك المركزي المصري واضح، وصارم تجاه العملات الرقمية، حيث إن البنك يحذر المواطنين من التعامل، أو الاستثمار في أي من الأصول المشفرة، متضمنة العملات الرقمية، حيث أكد البنك المركزي في بيان رسمي على أن هذه العملات لا تصدر من أي سلطة رسمية، وليس لها غطاء مادي.
أكد على هذا القانون رقم 194 لسنة 2020 الخاص بالبنك المركزي، والجهاز المصرفي، حيث يمنع القانون إصدار، أو تداول، أو الترويج للعملات الرقمية دون ترخيص، كما يتضمن القانون توقيع العقوبة على المخالفين، حيث تتمثل العقوبة في السجن، والغرامة، والتي قد تصل حتى 10 ملايين جنيه.
كما سبق وأوضح البنك المركزي أنه لم يتم إصدار أي تراخيص لمنصات تداول محلية، وبالتالي فإن أي منصات تعمل في سوق الأصول الرقمية بمصر تعمل دون غطاء قانوني.
شاهد أيضًا: ما هي طريقة تداول العملات الرقمية للمبتدئين؟ وما أهم النصائح؟
مستقبل الإطار التنظيمي للعملات الرقمية في مصر
مع ذلك فإن إمكانية ترخيص منصات، وتنظيم العملات الرقمية لا يزال مطورحًا للنقاش، إلا أنه حتى الآن لم يتبلور في صيغة واضحة، بينما أشارت بعض التقارير إلى أن مجلس إدارة البنك المركزي قد يضع ضوابط أنشطة العملات الرقمية في حالة صدر قوانين جديدة.
على ضوء هذا أشرنا إليه؛ فأن المستثمر المبتدئ لا يزال معرضًا لمخاطر عالية، عند الاستثمار في العملات الرقمية، حيث إن غياب الإطار التنظيمي يجعل المستثمر بلا حماية قانونية.
تنظيم العملات الرقمية في السعودية

في المملكة العربية السعودية، يتبنى البنك المركزي (ساما) نهج لا يختلف كثيرًا عما هو متبع في مصر، إذ لا يزال يتسم بالحذر تجاه العملات الرقمية، إذ إن ساما لم تعلن حتى الآن عن تشريع يسمح باستخدام العملات المشفرة كعملة قانونية، كما أنها لم تمنح مؤسسات مالية محلية الحق في تداولها بحرية.
هذا بإضافة إلى، أن المركزي ووزارة المالية، سبق لهم أن أصدرا تحذيرات رسمية، حول مخاطر التعامل في هذه الأصول الرقمية، حيث إنها غير معترف بها، وأنها يمكن أن تستغل في أنشطة غير قانونية، كما عملا على توجيه عناية المستثمرين إلى الخسائر الكبيرة المحتملة بسبب تقلبها العالي.
الجدير بالذكر أن المملكة تعمل الآن على مشاريع اختبارية لتطبيق عملة رقمية للبنك المركزي، وهذا بعد انضمام mBridge إلى مشروع، مع بنك التسويات الدولية لتجربة الأنظمة الرقمية عبر الحدود.
مستقبل الإطار التنظيمي للعملات الرقمية في السعودية
كما أن توجه تنظيم العملات الرقمية الجديد بالمملكة يسير نحو دعم العملات المستقرة، إذ تدرس الجهات التنظيمية إمكانية دمجها ضمن البنية التحتية المالية كآلية تسوية آمنة، تحت مظلة الأطر الرقابية.
يظهر لنا مما سبق أن الإطار التنظيمي للعملات الرقمية في السعودية لا يزال في مرحلة انتقالية، إذ لا يزال التعامل مع الأصول المشفرة حذرًا، إنما يقترب فتح الأبواب أمام العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، والعملات المستقرة، ضمن خطة استراتيجية، تعمل على الموازنة بين الابتكار المالي، والسيادة النقدية.
ختامًا نكون قد تناولنا أهم المعلومات التي قد تهمك حول تنظيم العملات الرقمية، حيث أوضحنا ما هو الإطار التنظيمي، وآخر التحديثات الصادرة عن البنوك المركزية وكذلك توقعات الخبراء بمستقبل التداول في العملات الرقمية في كل من مصر، والسعودية.
الأسئلة الشائعة حول تنظيم العملات الرقمية
كم تكلفة إنشاء عملة رقمية؟
تختلف تكلفة إنشاء عملة رقمية، حسب نوع العملة، والمنصة المستخدمة، إذ إن بعض العملات إنشاؤها يتكلف بضع مئات من الدولارات، بينما بعض المشاريع الكبيرة تتطلب آلاف الدولارات لتغطية البرمجة، التطوير، والتسويق.
كيف يتم تنظيم العملة الرقمية؟
يتم تنظيم العملة الرقمية، من خلال وضع أطر قانونية من البنوك المركزية، والجهات المالية، بحيث تشمل تراخيص المنصات، مراقبة التداول، مكافحة غسل الأموال، وحماية المستثمرين، بالإضافة إلى وضع الضوابط القانونية للأصول المستقرة، والعملات الرقمية الحكومية.
كم يستغرق تعدين 1 بيتكوين؟
تعتمد المدة التي يستغرقها تعدين 1 بيتكوين على قدرة الأجهزة المستخدمة، وصعوبة الشبكة، إذ يمكن أن تستغرق ساعات عديدة، أو أيام، بينما تزيد المدة كلما زاد عدد المعدنين، وصعوبة الشبكة.




