في عالم الاستثمار المترامي الأطراف يكمن مفتاح التحكم بمخاطرك في إدراك الفرق بين الأسهم والسندات، حيث تقف كلتا الأداتين كركيزتين أساسيتين، كل منهما يقدم مسارًا فريدًا لنمو رأس المال، لأن فهمك العميق للفروقات الجوهرية بينهما ليس مجرد معرفة نظرية، بل هو أساس بناء محفظة استثمارية متوازنة، قادرة على الصمود أمام تقلبات السوق وتحقيق أهدافك المالية بثقة ووعي.
إن رحلتك نحو إتقان فن الاستثمار تبدأ من هنا حيث نكشف لك الستار عن طبيعة كل من هذه الأدوات المالية، من حيث المخاطر والعوائد، وكيف تتفاعل مع بعضها البعض، لذا استعد لتزويد نفسك بالرؤى التي تمكنك من اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة والتحكم بمخاطرك بفاعلية والانطلاق نحو مستقبل مالي أكثر أمانًا وازدهارًا.
تعريف الفرق بين الأسهم والسندات
إن الفرق بين الأسهم والسندات ركيزة أساسية للمستثمر الذي يتطلع إلى بناء محفظة مالية حصيفة، فالسهم يجسد حصة ملكية في كيان تجاري، يمنح حاملها فرصة المشاركة في نمو الشركة وتحقيق أرباح رأسمالية أو تلقي توزيعات دورية، مع إدراك أن هذه الملكية تحمل مخاطر تقلبات السوق وكونها في المرتبة الأخيرة عند تصفية الأصول وللمزيد من التفاصيل حول السندات والأسهم تابع موقع إنفست.
مقارنة الفرق بين الأسهم والسندات
لفهم جوهر الاستثمار، وبناء محفظة قوية من الضروري استيعاب الفرق بين الأسهم والسندات، فكل منهما يقدم مسارًا مختلفًا لنمو ثروتك، ويحمل في طياته خصائص فريدة تؤثر على قرارك الاستثماري وإليك هذه المقارنة السريعة كالتالي:
الخاصية | الأسهم | السندات |
طبيعة الاستثمار | حصة في ملكية الشركة المصدرة للسهم | قرض لجهة إصدار السند سواء كانت شركة أو دولة |
العوائد المحتملة | ربح رأسمالي يتمثل في نمو القيمة، بالإضافة إلى أرباح موزعة غير مضمونة | دخل ثابت من الفوائد، مع القدرة على استرداد رأس المال في تاريخ الاستحقاق |
المخاطر المحتملة | مخاطر أعلى تتمثل في التقلبات الكبيرة في القيمة وأولوية السداد المتأخرة | مخاطر أقل بسبب الدخل الثابت، وأولوية السداد في تاريخ الاستحقاق |
حقوق المستثمرين | حقوق في التصويت على حسب نسبة الأسهم التي يمتلكها في الشركة، بالإضافة إلى حصة من الأرباح | لا حق له في التدخل في قرارات الشركة، لكنه دائن لجهة إصدار السند |
السيولة | عالية بسبب التداول اليومي للأسهم في البورصات المحلية والعالمية | قليلة لأن السندات لها أسواق تداول خاصة بها خارج البورصة |
الهدف الأساسي | نمو قيمة السهم لتعزيز نمو رأس المال | الاستفادة من الفوائد، وتجميد رأس المال |
تاريخ الاستحقاق | غير محدد لأنه ملكية مستمرة إلى أن يبيعه المالك | ملكية محدد حتى تاريخ استحقاق معين |
العلاقة العكسية في الفرق بين الأسهم والسندات
لمعرفة كيفية بناء محفظة استثمارية متينة يجب على المستثمر إدراك ديناميكية أساسية؛ غالبًا ما تحكم العلاقة بين الأسهم والسندات، وهي العلاقة العكسية في الأداء، فهذه الظاهرة تعني أن أداء أحد الأصول يميل إلى التحرك في الاتجاه المعاكس لأداء الآخر، مما يوفر توازنًا حيويًا للمحفظة، ومن ذلك الآتي:
عندما ترتفع أسعار الأسهم
عندما تشهد الأسواق فترات ازدهار وتنمو أسعار الأسهم، يكون ذلك غالبًا مؤشرًا على اقتصاد قوي وثقة متزايدة لدى المستثمرين، في هذه الأجواء يتجه المستثمرون نحو الأسهم بحثًا عن فرص تحقيق أرباح رأسمالية أعلى، مما يقلل من جاذبية السندات التي تُعتبر عادةً ملاذًا أكثر أمانًا، وبالتالي قد تنخفض أسعارها.
عندما تنخفض أسعار الأسهم
على النقيض تمامًا في أوقات التباطؤ الاقتصادي، أو عندما تتراجع أسعار الأسهم، يميل المستثمرون إلى البحث عن الاستقرار والأمان الذي توفره السندات، كما يزداد الطلب على السندات في هذه الظروف، وترتفع قيمتها، خاصة وأن البنوك المركزية غالبًا ما تخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، مما يجعل السندات القائمة ذات العوائد الأعلى أكثر جاذبية.
شاهد أيضًا: الدليل الشامل عن أنظمة التداول
الفرص والتحديات الكامنة في الفرق بين الأسهم والسندات
عندما يستكشف المستثمر عالم الأسهم والسندات يجد نفسه أمام مشهد غني بالفرص والتحديات، فلكل أداة مالية سماتها الخاصة التي تحدد مسار العائد والمخاطرة، وإن فهم هذه الموازنة هو ما يمكّن المستثمر من بناء استراتيجية استثمارية متكاملة تتناسب مع أهدافه وتحمله للمخاطر، ومنها الآتي:
الأسهم
تُقدم الأسهم للمستثمر إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة، مما يجعلها خيارًا جذابًا لمن يسعى لنمو رأس المال، ولكنها تحمل أيضًا مخاطر يجب إدراكها ومنها التالي:
آفاق العوائد
تُقدم الأسهم للمستثمر إمكانية تحقيق مكاسب كبيرة، مما يجعلها خيارًا جذابًا لمن يسعى لنمو رأس المال، فتاريخيًا قدمت الأسهم عوائد تفوق السندات على المدى الطويل، بمتوسط عائد سنوي جذاب قبل حساب التضخم، فهذا يجعلها خيارًا مغريًا لمن يسعى لنمو رأس المال الكبير.
مواجهة المخاطر
على الرغم من جاذبيتها تحمل الأسهم مجموعة من المخاطر التي يجب على المستثمر أن يكون على دراية بها ومن ذلك الآتي:
- تتأثر قيمة الأسهم بشكل مباشر بتقلبات السوق الكلية والأداء الاقتصادي العام، بالإضافة إلى الأحداث الجيوسياسية التي قد تحدث.
- يمكن أن يؤدي ضعف أداء الشركة أو تراجع أرباحها إلى انخفاض ملحوظ في قيمة السهم.
- قد يواجه المستثمر صعوبة في بيع بعض الأسهم الأقل تداولًا بسرعة دون التأثير على سعرها في السوق.
السندات
تُعرف السندات بقدرتها على توفير الاستقرار والدخل المنتظم، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في المحافظ المتوازنة، ولكنها لا تخلو من التحديات ومنها الآتي:
مزايا الاستقرار
تُعرف السندات بقدرتها على توفير الاستقرار والدخل المنتظم، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في المحافظ المتوازنة ومن ذلك الآتي:
- توفر السندات مدفوعات فائدة منتظمة يمكن التنبؤ بها، مما يجعلها مصدرًا موثوقًا للدخل.
- تُعتبر السندات وسيلة فعالة للحفاظ على رأس المال وتقليل المخاطر الإجمالية للمحفظة، بمتوسط عائد سنوي يميل إلى أن يكون أكثر استقرارًا من الأسهم.
تحديات يجب الانتباه لها
على الرغم من استقرارها النسبي تواجه السندات تحديات ومخاطر معينة يجب أخذها في الاعتبار ومن ذلك التالي:
- عند ارتفاع أسعار الفائدة الجديدة في السوق، تميل قيمة السندات القديمة ذات العوائد الأقل إلى الانخفاض.
- يواجه المستثمر خطر عدم قدرة الجهة المصدرة للسند على سداد الفوائد المستحقة أو المبلغ الأصلي في تاريخ الاستحقاق، ويزداد هذا الخطر في سندات الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض.
- يمكن أن يؤدي ارتفاع معدلات التضخم إلى تآكل القوة الشرائية للدخل الثابت الذي توفره السندات، مما يقلل من قيمته الحقيقية بمرور الوقت.
شاهد أيضًا: دور الذكاء الاصطناعي في التداول: آلية استخدام الذكاء الاصطناعي في التداول
فهم الفرق بين الأسهم والسندات يفتح لك آفاقًا واسعة في عالم الاستثمار، إنه دليلك للتحكم بالمخاطر وبناء محفظة قوية، لتحقيق أهدافك بثقة ووعي في رحلتك المالية.
أسئلة شائعة حول الفرق بين الأسهم والسندات
ما هو الفرق بين السهم والسند والصك؟
السهم يمنحك حصة ملكية في كيان تجاري بينما السند يمثل قرضًا للجهة المصدرة بعائد فائدة ثابت، أما الصك، فهو شهادة ملكية أصول معينة، وعائده يعتمد على أداء تلك الأصول بما يتوافق مع مبادئ الشريعة.
كم أرباح السندات؟
تختلف أرباح السندات لكنها غالبًا ما تكون محددة مسبقًا في شكل فائدة دورية (كوبون) تُدفع بانتظام حتى تاريخ الاستحقاق.
هل السندات تخسر؟
نعم قد تتأثر قيمة السندات السوقية بالانخفاض إذا ارتفعت أسعار الفائدة أو تدهور التصنيف الائتماني للجهة المصدرة.