يرغب البعض بمعرفة الفرق بين السندات والأسهم حيث أن تضمينهم بالمحفظة الاستثمارية يمثل ميزة ذو أهمية كبيرة، نظراً لن ذلك يضمن تنويعها بالقدر اللازم وإدارة جميع المخاطر على أكمل وجه، لاسيما أنه يوجد علاقة عكسية بين هاتين الأداتين فعندما ترتفع الأسهم بظل الاقتصاد المزدهر تنخفض قيمة السندات، وبالتالي تتم الاستجابة بشكل مختلف لأحداث السوق، بجانب أن الجمع بين السندات والأسهم يساعد المستثمر في الموازنة بين المخاطر والعوائد مما يحقق مستوى عالي من الاستقرار على مدى طويل، كما أن الشركات تصدر السندات والأسهم بغرض جمع رأس المال لأهداف متنوعة مثل سداد الديون وتمويل المشاريع والاستحواذ والتوسع.
الفرق بين السندات والأسهم
قد يتساءل البعض عن ما الفرق بين السندات والأسهم لذا نحرص على توضيح ذلك من خلال هذا المقال، حيث أن السندات والأسهم أدوات مالية تقوم باستخدامها الحكومات والشركات لجمع رأس المال، وذلك لعدة أهداف تتضمن سداد الديون وتمويل المشروعات أو الرغبة بالاستحواذ والتوسع، وهذه الأوراق تطرح للمستثمرين الذين يقومون بشرائها بغرض تحقيق أرباح أكثر ثبات على المدى الطويل، ولا يتوفر ثمة تعارض بين الاستثمار في السندات والأسهم بل أن الجمع بينهم يساعد في زيادة التنويع والتقليل من المخاطر المحتملة المتعلقة بنوع استثمار واحد.
كما أن السندات بوجه عام تعد أقل خطورة من الأسهم وتعد السندات الحكومية أكثر أمان على الإطلاق بين أنواع السندات المختلفة، حتى أنها تصنف كواحدة من أكثر الاستثمارات الآمنة بالعالم وتخلو من مخاطر التخلف عن السداد، أما الأسهم توفر أعلى العوائد المحتملة ولكنها تأتي مع مخاطر أكبر، وأيضاً تتضمن الفروق بين السندات والأسهم في أن للسندات تاريخ محدد للاستحقاق تنتهي صلاحية السند عنده، بحين أن الأسهم ليس لها تاريخ استحقاق ويتمكن المستثمر أن يحمل الأسهم لأي فترة زمنية طالما مازالت الشركة قائمة، بالإضافة إلى أن الأسهم تقييم من خلال أساسيات الشركة والكثير من العوامل الأخرى الاقتصادية بحين أن السند يتم تقييمه تبعاً لسعره ومعدل القسيمة وجدارته الائتمانية وتاريخ استحقاقه.
ما هي السهم؟
بعد أن تعرفنا على الفرق بين السندات والأسهم سوف نتعرف على ما المقصود بالسهم، حيث أنه عبارة عن ورقة مالية تمثل حصة بملكية شركة محددة، فعلى سبيل المثال إذا قمت بشراء 100 سهم من شركة ما فإن هذا يعني امتلاكك جزء ضئيل منها، وبموجب هذه الملكية يصير لك الحق بجزء من أصول وأرباح هذه الشركة، ومن الجدير بالذكر أن الأسهم ليست نوع واحد بل الشركات تصدر أنواع عديدة من الأسهم أهمها وأكثرها انتشاراً وشيوعاً الأسهم العادية التي تمنح لحاملها الحق في التصويت على جميع قرارات الشركة، بجانب أنها تسمح له بتحقيق دخل دوري إذا كانت توزع الشركة الأرباح.
كما أن دافع الشركات لطرح واكتتاب أسهمها بالبورصات العالمية يكون عادة لتوفير السيولة النقدية بدون استدانة أو اقتراض، بمعنى أن الأسهم تقوم بمساعدة الشركات على القيام بجمع رأس المال اللازم لكي تتمكن من تمويل مشاريعها وتنمية أعمالها وأحياناً حتى يتم سداد الديون والوفاء بمختلف الالتزامات.
ما المقصود بالسند ؟
بصدد الحديث عن الفرق بين السندات والأسهم سوف نقوم بتوضيح ما هو السند، حيث أنه يمكن تعريفه على إنه إثبات لحق الدائن لدى المدين، بمعني أن المستثمر يقوم بشراء السند يعني أنه يقرض الجهة التي تصدر السند، وذلك سواء كانت هذه الجهة شركة أو حكومة، وبمقابل ذلك سوف ينال دفعات منتظمة دورية من الفائدة وذلك طوال مدة سريان السند ثم يتم استرداد المبلغ الأصلي بتاريخ الاستحقاق.
كما أن معدل القسيمة يشير للمدفوعات التي سوف يحصل حامل السند عليها من الجهة المصدرة له، وذلك إذا لم يكن السند بمعدل متغير الفائدة، فإذا كان لديك سند بقيمة 1000 دولار ومعدل القسيمة كان 4% وتاريخ استحقاقه بعد 5 سنوات، فإن هذا يعني أن حامل السند يحصل في السنة على 40 دولار، وتدفع بشكل نصف سنوي أي 20 دولار كل 6 شهور طوال 5 سنوات ثم يتم استرداد قيمة السند الأصلية وهي 1000 دولار.
ومن الجدير بالذكر أن ذلك لا ينطبق على كافة السندات، حيث أن بعض أنواع السندات يكون معدل القسيمة لديها صفرية والبعض الآخر لا يدفع فوائد بصفة دورية بل يتم دفعها عند تاريخ استحقاق السند، ويمكن لحامل السند أن يقوم ببيع السند لمستثمرين آخرين وذلك قبل استحقاقه.
سوق السندات والأسهم
استكمالاً لحديثنا عن الفرق بين السندات والأسهم سوف نتعرف على سوق كل منهما، حيث أن سوق الأسهم يكون عبارة عن مجموعة من البورصات ويتم شراء وبيع أسهم الشركات المتداولة بشكل علني، بجانب أن سوق الأسهم يلعب دور محوري وكبير بالاقتصاد، وذلك عن طريق تمكين الشركات من التوسع والنمو وتوفير فرص للمستثمرين لتجميع الثروات وتحقيق الأرباح، وأيضاً أسعار الأسهم تتغير بناء على الطلب والعرض والمستثمر يقرر بيع أو شراء الأسهم تبعاً لعوامل متعددة منها أساسيات وأداء الشركة ومعنويات السوق والظروف الاقتصادية وغيرها من العوامل، ويعد تداول الأسهم من أهم الخيارات المتوفرة بالنسبة للأشخاص الراغبين في التداول اليومي.
كما أنه يشار لسوق السندات بمسمى سوق الديون وهو سوق مالي تقوم الحكومات أو الشركات ببيع السندات إلى المستثمرين بالسوق الأساسية أو سوق الإصدارات الجديد، بينما بالسوق الثانوي يتم شراء وبيع السندات التي تم بيعها بشكل سابق بالسوق الأساسية، وسوق السندات تعد أكبر من سوق الأسهم وذلك من حيث القيمة السوقية ولكنه يكون أقل تقلب منه، بالإضافة إلى أن سوق الأسهم يزدهر بشكل أكبر بظل الأوضاع الإيجابية، حيث أن النمو الاقتصادي والأخبار المشجعة الاقتصادية تؤدي لارتفاع سوق الأسهم وتقليل سوق السندات.
تابع المزيد: ما هو التحليل المالي للاسهم السعودية؟
طريقة تقييم السندات والأسهم
بعد أن علمنا الفرق بين السندات والأسهم وأن كل منهم أوراق مختلفة مالية وينفرد بخصائص تميزه عن الآخر فإن المعايير التي يتم تقييم على أساسها كل منهما تختلف، لذا سوف نوضح أبرز الأسس في تقييم الأسهم والسندات كما يلي:
تقييمات الأسهم
تعتمد على تقييم صحة الشركة المالية ثم تحدد مدى قدرتها على المنافسة بالمستقبل وقابليتها للنمو، ومن أهم العوامل الرئيسية في تقييم أسهم الشركات ما يلي:
- تحليل أساسيات الشركة ومنها بيانات التدفق النقدي والميزانية العمومية ومعرفة نسبة توزيع الأرباح ونسبة السعر للأرباح وغيرها.
- يتم مقارنة الشركة بالشركات الأخرى بالقطاع نفسه لتحديد قدرتها على المنافسة ومعرفة إذا كان يوجد مبالغة بتقييم السهم أو أنه مقيم بأقل من القيمة الفعلية له.
- التحليل الفني الذي يوضح حجم التداول وحركة السعر والمخططات السعرية في تحديد الأنماط التي قد تشير لأداء السهم بالمستقبل.
تقييمات السندات
يوجد عدة عوامل لتحديد قيمة السند ومعرفة إمكانياته الاستثمارية ومنها ما يلي:
- سعر السند الحالي مقارنة بقيمته الاسمية.
- تاريخ استحقاق السند وهو التاريخ المقرر أن يقوم المصدر فيه بدفع القيمة الاسمية للسند لحامله.
- معدل القسيمة الذي سوف يدفعه مصدر السند لحامله وقد يكون المعدل متغير أو ثابت.
إذا كنت ترغب في تنوع المحفظة الاستثمارية الخاصة بك فعليك معرفة الفرق بين السندات والأسهم وطريقة تقييم كل منها وأهم الخصائص التي يتمتعون بها لكي تتمكن من الاستثمار بشكل جيد وتحقيق المزيد من الأرباح.