كيفية تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية في ظل التحول الاقتصادى التاريخي الذي تشهده المملكة العربية السعودية، أصبح تنويع المحفظة الاستثمارية ضرورة استراتيجية للمستثمرين، لم يعد التركيز على قطاع واحد كافياً لضمان النمو المستدام وحماية رأس المال يهدف التنويع إلى توزيع المخاطر عبر مختلف فئات الأصول والقطاعات، مما يخلق توازناً يحمي الثروة من تقلبات السوق، من الأسهم المحلية في تداول إلى الصكوك والصناديق العقارية المتداولة، تتيح السوق السعودية اليوم فرصاً استثمارية متنوعة تتفق مع رؤية 2030.
تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية.
لابد وأن كل مستثمر قد سمع عن تنويع المحفظة في مرحلة معينة من حياته المهنية الاستثمارية، يعتبر تنويع المحفظة الاستثمارية جزء أساسي للغاية من استراتيجيات المستثمرين المؤسسين، ومع ذلك غالبا ما يتم التغاضي عن أهميته بين مستثمرى التجزئة، ربما يتساءل الكثيرون، ما هو التنويع وكيف تقوم بتنويع محفظتك الاستثمارية.
أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية
تكمن الفكرة البديهية وراء تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية في فتح صفقات متعددة لتقليل المخاطر الإجمالية للمحفظة، نظاراً لأن جميع الاستثمارات تحتمل التعرض إلى المخاطر، فإن التنويع المناسب أمر بالغ الأهمية لأنه من المتوقع أن يقلل من المخاطر الإجمالية لمحفظة التداول.
ما هي المحفظة الاستثمارية
المحفظة الاستثمارية هى مجموعة من الأصول المالية التي يمتلكها المستثمر والتي يتوقع أنها ستحقق عائداً أو تنمو في القيمة بمرور الوقت أو كليهما، يختلف الاستثمار في المحفظة الاستثمارية عن الاستثمار في الأعمال التجارية التي تعمل فيها بشكل مباشر بحيث تكون حصتك في هذا الاستثمار سلبية مما يعنى أنك لا تتخذ قرارات إدارية.
يمكن تقسيم أنواع المحافظ الاستثمارية إلى فئتين
- المحافظ الاستثمارية التي تتضمن النهج الاستراتيجي.
- المحافظ الاستثمارية التي تتطلب النهج التكتيكي.
اقرأ المزيد: كيف تبني محفظة استثمارية قوية؟ وما أهمية تنويع المحفظة الاستثمارية
تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية
تنويع المحفظة الاستثمارية يعني توزيع الاستثمارات عبر مختلف الأدوات المالية والصناعات والقطاعات المختلفة لأن ليس كل القطاعات يمكنها تحقيق الأرباح المطلوبة وهذا ما يجعل التنويع جيد لأنه يقلل من فكرة الخسائر، وفقاً لغالبية المتخصصين في الاستثمار، فإن التنويع هو العنصر الأكثر أهمية لتحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل بالقليل من المخاطر.
كيفية اختيار أفضل محفظة استثمارية في السعودية
لاختيار افضل محفظة استثمارية، حدد أهدافك المالية وقدرتك على تحمل المخاطرة، ثم قم بتنويع استثماراتك عبر فئات أصول مختلفة مثل الأسهم والسندات والعقارات، من المهم أيضًا مراقبة المحفظة وإعادة توازنها بإنتظام لضمان بقائها متوافقة مع أهدافك على المدى الطويل.
تحديد الأهداف
وضح اهدافك المالية، سواء كانت قصيرة الأجل مثل إجازة أو طويلة الأجل مثل التقاعد، وحدد مدى تحملك للمخاطر، هل انت مستعد لتقلبات عالية مقابل عوائد محتملة أعلى أم تفضل الاستثمارات الأكثر أماناً؟.
اختر الأصول المناسبة
بناء على أهدافك ومستوى تحملك للمخاطر، اختر فئات الأصول المناسبة مثل، الأسهم والسندات والعقارات، وتجنب الاستثمار في االأصول المبالغ في تقييمها، والتي قد لا يكون لديها مجال كبير للنمو.
نوع محفظتك
وزع استثماراتك على فئات أصول مختلفة لتقليل المخاطر، فإذا انخفض أداء بعض الاستثمارات، قد ترتفع استثمارات أخرى،لا تضع كل أموالك في سلة واحدة، حيث يساعد التنويع في تحقيق التوازن.
ضع في اعتبارك استراتيجيات إضافية
تجنب الشراء والبيع المتكرر للأسهم، حيث يزيد ذلك من تكاليف المعاملات ويمكن أن يؤثر على أرباحك، واستعن بمستشار مالي إذا كانت لديك أسئلة حول هذه العملية، حيث يمكنه تقديم نصائح مخصصة لوضعك المالي.
مميزات تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية
تنويع المحفظة الاستثمارية السعودية يعد من أهم أساسيات النجاح في الاستثمار، لأنه يحقق تازناً بين العائد والمخاطرة ويحمى المستثمر من تقلبات السوق المفاجئة
تقليل المخاطر
تحديد الهدف الرئيسي للتنويع يكمن في تقليل المخاطر المتعلقة بالاستثمارات، يمكنك تحقيق توازن في محفظتك الاستثمارية وتخفيض تأثير أى تقلبات في سوق الأصول من خلال توزيع استثماراتك عبر مجموعة متنوعة من فئات الأصول، على سبيل المثال، إذا كنت مستثمراً فقط في الأسهم، فإنك عرضة لمخاطر سوق الأسهم، حيث يمكن أن تتأثر محفظتك بشدة في حال تراجع السوق، ومع ذلك يمكن تقليل تأثير هذه المخاطر من خلال التنويع، مثل الاستثمار في السندات، والعقارات، وفئات الاستثمار البديلة.
عوائد عالية
يعتبر التنويع من وجهة نظر الخبراء، وسيلة لتعزيز عوائد المحفظة بتوازن مع المخاطر، يتيح هذا النهج للمستثمرين الاستفادة من فرص عوائد أعلى من خلال استثمارات ذات مخاطر أقل، تكون المحافظ الاستثمارية المتنوعة عادة أقل خطورة، وفي حالة تحقيق نتائج مشابهة للمحافظ الاستثمارية المركزة، يتيح التنويع ايضاً تحقيق عوائد معدلة بشكل أفضل وفقاً لمستوى المخاطر.
الاستقرار على المدى الطويل
أن تنويع استثماراتك يسهم في تحقيق استقرار لمحفظتك الاستثمارية على المدى الطويل، وهذا كله بفضل توزيع استثماراتك عبر مجموعة متنوعة من الأصول، لأن ذلك يقلل من تأثيرات تقلبات السوق على محفظتك على المدى البعيد وهو ما يجعله ذا أهمية خاصة للأهداف طويلة المدى، مثل التقاعد، علاوة على ذلك، يمكن أن يساعد تنويع محفظتك لتشمل مجموعة متنوعة من الأصول في تحمل ظروف السوق المتغيرة.
الحماية ضد التضخم
يعبر التضخم عن ازدياد تكلفة السلع والخدمات مع مرور الوقت، مما يؤدى إلى انخفاض قيمة أموالك وتقليل قوتك الشرائية، ولكن يمكنك حماية نفسك من تأثير التضخم عبر الاستثمار في محفظة متنوعة، على سبيل المثال، يعبر العقار وسيلة فعالة للحماية من التضخم، حيث يتزايد إيجار العقارات وقيمتها عموما مع تصاعد التضخم.
الوصول إلى فرص مختلفة
إن تعرض المستثمر للأصول والصناعات و الأسهم التي قد لا يتعرض لها سيزداد مع استخدام استراتيجية المحفظة المتنوعة، حيث تمر الأسواق في كثير من الأحيان بفترات من التناوب حيث تتلقى قطاعات معينة تدفقات رأس المال على حساب القطاعات الأخرى، وهذا يعني أن السوق أو القطاع الأسوء أداء قد يتبين أنه من بين أفضل الأسواق أدا فى العام التالى.
شاهد أيضًا: ما هو الفرق بين المضاربة والاستثمار؟
كيف تقوم ببناء محفظة استثمارية متنوعة
يتضمن بناء محفظة استثمارية متنوعة توزيع استثماراتك على فئات أصول و قطاعات و مناطق جغرافية مختلفة، واستخدام أساليب استثمارية متنوعة ضع بعض الأمور في اعتبارك
تخصيص الأصول
تبدأ محفظة استثمارية متنوعة بإدراك أن لديك مجموعة متنوعة من فئات الأصول، تعتمد نسبة استثمارك في كل فئة على مدى تحملك للمخاطر، والأفق الزمني لديك ثلاث استراتيجيات شائعة
- عدواني – 80% أسهم / 20% سندات
- معتدل – 60% أسهم / 40% سندات
- المحافظون – 40% أسهم / 60% سندات
أن تخصيص المزيد من الأسهم قد يوفر إمكانات أكبر للنمو ولكن أيضا تقلبات أكبر، في حين أن تخصيص المزيد من السندات قد يزيد من الاستقرار ولكنه قد يعمل على إضعاف العائدات طويلة الأجل.
تنويع المحفظة الاستثمارية في السياق السعودي هو رحلة استراتيجية تجمع بين الحكمة التقليدية والفرص الحديثة، إنها ليست مجدداً على المخاطر تماماً، ولكن للتحكم فيها وإدارتها بذكاء، من خلال تبني استراتيجية تنويع شاملة، لا تحمى على المستثمر السعودي ثروته فحسب، بل يضع نفسه فى مسار للاستفادة القصوى من التحول الاقتصادي الواعد الذي تشهده المملكة، محققاً بذلك نمواً مستداماً وطويل الأمد لاستثماراته.
