دليلك الشامل: أسباب انخفاض الطلب الاستثماري

حالة انخفاض الطلب الاستثماري هو عرض ناتج عن حدوث سلسلة من الآثار السلبية التي من شأنها عدم تشجيع الأفراد أو المؤسسات على ضح رأس مال جديد في شراء عدد من الأصول والأوراق المالية

تتنوع الأحداث السلبية بين أشكال متعددة لكل منها فترة تأثير زمنية تتحكم من خلالها في قدرة السوق والشركات على الصمود والتأقلم.

هناك عدد من الاستراتيجيات القابلة للتطبيق للوقاية من أثار هذه الظاهرة سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد ومن خلالها يمكن الحفاظ على قيمة الاستثمار حتى مع تراجع مؤشرات السوق.

انخفاض الطلب الاستثماري

يشير طلب الاستثمار إلى رغبة الشركات في الاستثمار في السلع الرأسمالية مثل الآلات والمعدات بناء على عوائدها المستقبلية المتوقعة، ويتأثر هذا المفهوم بعوامل عدة منها: 

• اسعار الفائدة.
• توقعات الشركات.
• الظروف الاقتصادية العامة.

يرتبط الطلب على الاستثمار في معظم الأوقات بشكل عكسي مع أسعار الفائدة، فمع ارتفاع أسعار الفائدة تزداد تكلفة الاقتراض ما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الاستثمار.

تلعب توقعات المستقبلية للشركات والقطاعات والأعمال دور حاسم في قدرة الشركات على تحقيق مبيعات قوية في المستقبل حيث يزيد مستوى القدرة على استثمار رأس مال جديد مع توقعات الأرباح المرتفعة 

السياسات الحكومية مثل الحوافز والإعفاءات الضريبية تؤثر بشكل كبير على الطلب على الاستثمار كما أن التوجهات الأيدولوجية و الصراعات الجيوسياسية لها تأثير واضح على تفضيلات الاستثمار بين البيئات المختلفة.

ما هي السلع الرأسمالية

السلع الرأسمالية أو السلع المعمرة هي أصول مادية مصنعة تستخدمها الشركات لإنتاج سلع وخدمات استهلاكية تامة الصنع، وتعد من بين عوامل الإنتاج الأربعة التي حددها الاقتصاديون والتي تشمل:

• رأس المال.
•  ريادة الأعمال.
• العمل.
• الأرض.

تشمل أمثلة السلع الرأسمالية المباني والآلات والأدوات والمركبات وأي معدات أخرى تستخدمها الشركة في عملية الإنتاج، وتعرف بأنها الأصول التي تستخدمها الشركة لمدة عام على الأقل.

استثمار الشركات في السلع الرأسمالية يعني ثقتها بتوقعات المبيعات وقدرتها على تعويض تكلفة الاستثمار، فإذا كانت الشركات غير متأكدة أو متشائمة بشأن التوقعات الاقتصادية فإنها تميل إلى تأجيل الاستثمار في السلع الرأسمالية حتى تتحسن في هذه الحالة يعني ذلك انخفاض الطلب الاستثماري.

الناتج المحلي الإجمالي والطلب الكلي

الطلب الكلي هو إجمالي الطلب على جميع السلع والخدمات النهائية المنتجة في اقتصاد ما والتي تشمل:

• قيمة جميع السلع الاستهلاكية.
• السلع الرأسمالية.
• الصادرات والواردات.
• برامج الإنفاق الحكومي.

يقيس الطلب الكلي إجمالي كمية الطلب على جميع السلع والخدمات النهائية المنتجة في الاقتصاد، ويتم التعبير عنه باعتباره إجمالي الإنفاق على تلك السلع والخدمات عند مستوى سعر محدد و نقطة زمنية محددة.

يؤثر مستوى الناتج المحلي على مستوى الطلب الكلي حيث ترتفع مكونات الناتج المحلي من زيادة الإنفاق الاستهلاكي وزيادة الإنفاق الاستثماري والإنفاق الحكومي، وفي حال تراجع مؤشرات الناتج المحلي فإن ذلك دلالة مستقبلية سلبية تشير إلى انخفاض الطلب الاستثماري.

اقرأ المزيد: أفضل استثمار آمن في فترات الركود

الاستثمار ومعدلات الفائدة

معدل الفائدة هو المبلغ الذي يفرضه المقرض على المقترض بالإضافة إلى رأس المال مقابل استخدام الأصول، وينطبق على المبلغ المكتسب في البنك أو اتحاد الائتمان من حساب إيداع، والقرض منخفض المخاطر يكون سعر فائدته أقل بينما القرض عالي المخاطر فيكون سعر فائدته أعلى.

تحدد أسعار الفائدة مقدار الأموال التي يرغب المقرض والمستثمر في ادخارها واستثمارها، وعندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة فإن ذلك يؤدي إلى تراجع القدرة على الإنفاق نتيجة التضخم ما يعني عدم تراجع القدرة على الاستثمار.

على نفس النحو يشكل سعر الفائدة المرتفع فرصة لصغار المدخرين والمستثمرين لتحقيق ربح أو دخل مناسب من خلال الاستثمار في أدوات الدين الحكومية وهو ما يعني عدم قدرة المؤسسات التمويلية على توفير السيولة اللازمة لتدبير احتياجات الشركات من النقد اللازم لمدخلات الصناعة ما يعني إجمالا انخفاض الطلب الاستثماري.

هبوط السوق ومؤشرات الاستثمار

هبوط السوق هو تحول سوق الأسهم من ارتفاع الأسعار إلى انخفاضها، ويعد ذلك انتقالا من سوق صاعدة إلى سوق هابطة، ويحدث عندما تنخفض الأسعار بنسبة 20% على الأقل عن أعلى مستوى لها في 52 أسبوع.

هناك عدة أسباب لانخفاض الطلب على الأسهم من أهمها:

• انخفاض ​​إنفاق المستهلكين. 
• انخفاض منحنيات عائد السندات.
• تراجع هوامش الربح لدى الشركات.
• تباطؤ نمو السوق.

عندما يواصل المستهلكون إنفاقهم بكثافة فإن ذلك مؤشر على أن الاهتمام بشراء الأسهم سيظل قويا أما إذا تغير إنفاق المستهلكين، فهذا يدل على انعدام الثقة في استمرار الرخاء الاقتصادي.

يرتبط انخفاض منحنيات عوائد السندات بارتفاع الإقبال عليها استثمار بديل للأسهم ما يعني وجود اشارة سلبية لحدوث انخفاض الطلب الاستثماري.

شاهد أيضًا: تسهيلات الاستثمار الأجنبي في مصر

تأثير معنويات السوق 

تعكس معنويات السوق المخاوف والتوقعات والعواطف الواسعة النطاق بشأن السوق وهي مسؤولة عن تحريك العرض والطلب ما يؤدي بدوره إلى تحركات الأسعار، وتكون مشاعر السوق إيجابية عند ارتفاع الأسعار بينما تكون سلبية عند انخفاضها ويتم دمجها مؤشراتها مع أطر التداول أو غيرها من أشكال التحليل لتحسين إشارات الدخول والخروج.

تراجع معنويات السوق قد يعني انخفاض الطلب الاستثماري حيث يتجه المتداولون إلى التخلص من الأوراق المالية التي في حوزتهم للحصول على استثمارات أكثر أمانا، لكن من جهة أخرى قد يحفز ذلك المتداولين أصحاب استراتجية التداول العكس والتداول طويل الأجل على ضخ المزيد من الاستثمارات في هذه الأصول المالية.

أحداث البجعة السوداء

أحداث البجعة السوداء هي أحداث كارثية نادرة الحدوث خارج قدرة البشر على التوقع وتتميز تأثيرها المدمر على الأسواق المالية والاستثمارية بطريقة قد يصعب معها التأقلم وتشمل:

• الحروب والتوترات العسكرية.
• الكوارث الطبيعية “الزلازل والتسونامي والسيول والعواصف”.
• الكوارث الإنسانية “الكوارث الناتجة عن سلسلة من الأخطاء البشرية”
• الثورات والاضطرابات الداخلية.
• الإغلاقات الطبية.

تحد هذه الأحداث بشكل من قدرة الدولة والمستثمرين على توفير رأس مال وضخه في استثمارات جديدة ما يعني بشكل واضح انخفاض الطلب الاستثماري نتيجة تغير سياسة الاستهلاك وتراجع قيم الأصول.

نجاح الشركات يعتمد بشكل كبير على القدرة على التنبؤ بالعرض والطلب في سوق السلع والخدمات وهو أمر حيوي لبقاء الشركات بينما أحداث البجعة السوداء غير متوقعة

على سبيل المثال، أدى إنشاء خدمات بث الفيديو إلى القضاء على أعمال تأجير الفيديو، مثل Blockbuster، بشكل كامل تقريباً، في غضون بضع سنوات فقط.

هل يستطيع المستثمرون الاستعداد لحدث البجعة السوداء؟

بحكم التعريف لا يمكن التخطيط لأحداث البجعة السوداء حيث أن هذه الأحداث عشوائية واحتمال وقوعها ضعيف لكنها تؤدي إلى نتائج بالغة التأثير.

هناك طرق يمكن للمستثمرين من خلالها الاستعداد لأحداث غير متوقعة وتجنب الدخول في حالات انخفاض الطلب الاستثماري وهي كالتالي

تتعدد أسباب حالة انخفاض الطلب الاستثماري لكنها تبقى جزء طبيعي من حركة السوق وعلى الرغم من أثرها السلبيإلا انها قد تبدو محفزة عند بعض أصحاب الاستراتيجيات الخاصة.