spot_imgspot_imgspot_img

ذات صلة

مقالات مميزة

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم

الصراع الجيوسياسي والأيديولوجي بين القوى الاقتصادية العالمية تنعكس آثاره...

الدليل الشامل عن أنظمة التداول

ما هي أنظمة التداول؟ يعتبر نظام التداول هو عبارة...

دور ساما في تمويل الاقتصاد الوطني

  يبرز دور ساما في تمويل الاقتصاد الوطني من خلال...

الرقابة على البنوك في مصر

تعد لجان الرقابة على البنوك في مصر إحدى الأدوات...

دور البنك المركزي المصري في استقرار الجنيه

دور البنك المركزي المصري في استقرار الجنيه كبير جدًا،...

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم

الصراع الجيوسياسي والأيديولوجي بين القوى الاقتصادية العالمية تنعكس آثاره بحدوث تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم ويشمل ذلك التصريحات السلبية للرؤساء والتوترات الحدودية وأماكن اشتعال الصراع المحتملة وزيادة مستوى التعريفات الجمركية وحرب الممرات الملاحية.

تسعى الولايات المتحدة في الآونة الاخيرة إلى كسر هيمنة التنين الصيني على مقدرات الصناعة العالمية والاحتفاظ بمكانتها كقوة عظمى عالمية منفردة وهي في سبيل ذلك تتخذ عدد من الخطوات التصادمية مع قوى العالم القديم بداية من أوروبا ودول شرق آسيا وحتى بعض دول الشرق الأوسط.

تتزايد مؤشرات الخوف في ظل تصاعد النبرات المهددة بالحرب على المدى المتوسط والبعيد أو وجود أزمات في سلاسل التوريد وحركة التجارة على المدى الزمني القريب وهو ما ينعكس أثرة في تراجع أداء أهم البورصات العالمية في ظل البحث عن بديل آمن.

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم
تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم

في الثاني من أبريل عام 2025، بدأت أسواق الأسهم العالمية تشهد انخفاضا في الأسعار وزيادة في التقلبات عقب تطبيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسات تعريفات جمركية جديدة خلال ولايته الثانية.

 في الثاني من أبريل أعلن ترامب عن تعريفات جمركية شاملة أثرت على جميع قطاعات الاقتصاد الأمريكي تقريبا حيث أثار هذا الإعلان موجة بيع واسعة النطاق بدافع الذعر في أسواق الأسهم العالمية بما في ذلك أسواق الولايات المتحدة، وأصبح هذا أكبر انخفاض في الأسواق العالمية منذ انهيار سوق الأسهم عام 2020.

مع انخفاض أسعار الأسهم اتجه المستثمرون في البداية نحو السندات ما أدى إلى انخفاض العائدات، وأشارت إدارة ترامب إلى انخفاض العائد كدليل على أن إجراءاتها المتعلقة بالرسوم الجمركية تسهم في خفض تكاليف الاقتراض، ومع ذلك، سرعان ما انعكس هذا الاتجاه حيث بدأت أسواق السندات تشهد عمليات بيع واسعة النطاق أيضا. 

أدى ارتفاع عائدات السندات نتيجة تراجع ثقة المستثمرين في السياسة المالية الأمريكية إلى استجابات طارئة من قبل العديد من الحكومات.

 أعلنت إدارة ترامب أنها ستوقف زيادات الرسوم الجمركية في 9 أبريل 2025 ما أدى إلى ارتفاع سوق الأسهم حيث سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسية أكبر مكاسب لها منذ سنوات لكنها لم تتعافى إلى مستويات ما قبل الانهيار.

مؤشرات البورصة في ظل القرارات السياسية الأخيرة

يظهر تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم مباشرة بعد إعلان ترامب حيث خسرت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 3.9% وخسرت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 نسبة 4.7%، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 2.7%.

خسر مؤشر ناسداك المركب 1600 نقطة في أسوأ موجة بيع منذ بداية جائحة كوفيد-19، وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 6.65% من قيمته في 3 أبريل.

انخفض مؤشر داو جونز 1679 نقطة “نسبة 3.98%” وتصدر مؤشر راسل 2000 الخسائر بانخفاضه بنسبة 6.59%، ليدخل في سوق هابطة .

في اليوم التالي فرضت الصين تعريفات جمركية انتقامية بنسبة 34%، انخفض على أثرها مؤشر داو جونز بمقدار 2231 نقطة “نسبة 5.5%” وخسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 5.97%، مسجلا بذلك ثاني يوم على التوالي من الخسائر. وخسر مؤشر ناسداك المركب نسبة 5.8%، ليدخل في منطقة هبوط السوق.

خلال يومين خسر مؤشر داو جونز أكثر من 4000 نقطة (9.48%)، وخسر ستاندرد آند بورز 10%، وخسر ناسداك 11% ” خسارة أكثر من 6.6 تريليون دولار” وهي أكبر خسارة في يومين في التاريخ.

كانت تلك الفترة هي المرة الأولى التي يخسر فيها مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 1500 نقطة متتالية على مدار عدة أيام، كما كانت أسوأ فترة يومين على الإطلاق لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.

على مدار هذين اليومين ارتفع مؤشر فيكس القياسي لبورصة شيكاغو للخيارات الملقب بـ “مقياس الخوف في وول ستريت”، بمقدار 15 نقطة ليغلق عند 45.31 نقطة وهو أعلى إغلاق منذ انهيار سوق الأسهم عام 2020، وانخفضت أسعار النفط بأكثر من 7% بحلول 4 أبريل، لتغلق عند مستويات عام 2021.

شاهد أيضًا: مشاريع نيوم والاستثمارات الدولية ودعم الاقتصاد السعودي

كيف يؤثر الركود على سوق الأوراق المالية؟

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم
تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم يظهر على شكل تراجع مستمر وتقلبات متزايدة، ويحدث هذا لأسباب مختلفة مثل انخفاض إنفاق المستهلكين. 

مع مواجهة الناس لحالة من عدم اليقين المالي خلال فترات الركود، يميلون إلى خفض نفقاتهم التقديرية ما يؤثر بشكل مباشر على إيرادات الشركات وربحيتها، هذا الانخفاض في أرباح الشركات يضعف ثقة المستثمرين ما يدفعهم إلى بيع الأسهم ويؤدي إلى انخفاض حاد في أسعارها.

هناك عامل آخر يتمثل في ارتفاع معدلات البطالة، فبينما تكافح الشركات للحفاظ على عملياتها وربحيتها خلال فترات الركود، فإنها تلجأ إلى إجراءات لخفض التكاليف، بما في ذلك تسريح العمال وتجميد التوظيف.

يساهم ارتفاع البطالة الناتج في تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين وضعف الاقتصاد، ويفسر المستثمرون هذا كمؤشر سلبي على أداء الشركات في المستقبل ما يدفع أسعار الأسهم إلى مزيد من الانخفاض.

يصبح المستثمرون أكثر ابتعادا عن المخاطرة ويبحثون عن استثمارات أقل خطورة أو يختارون بيع استثماراتهم بالكامل ما يزيد الضغط البيعي يؤدي إلى انخفاضات حادة وتقلبات متكررة.

قد تزدهر بعض الشركات/القطاعات في ظل ظروف اقتصادية صعبة، ويعد التنويع وسيلة حماية حيث يخفف الخسائر المحتملة ويستغل الفرص التي تنشأ خلال فترات الركود.

القطاعات/الأسهم التي تحقق أداء جيد خلال فترة الركود

الأسهم الدفاعية هي الأسهم التي توفر أرباح ثابتة مستقرة بغض النظر عن حالة سوق الأسهم بشكل عام، تميل الأسهم الدفاعية في قطاعي السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية إلى تحقيق أداء أفضل خلال فترات الركود. 

توفر هذه القطاعات السلع والخدمات الأساسية التي يحتاجها المستهلكون بغض النظر عن الظروف الاقتصادية حيث يحتاج الناس إلى شراء الضروريات الأساسية، كالغذاء والرعاية الصحية حتى في ظل الضغوط المالية ما يعني أن تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم في هذه القطاعات يكون أقل مقارنة بالقطاعات الأخرى.

أسهم القيمة والركود

أسهم القيمة هي أسهم تُتداول حاليا بسعر أقل من سعرها الحقيقي ما يعني ببساطة أن هذه الأسهم مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية أي أنها تُتداول بسعر أقل من قيمتها الحقيقية ما يجعلها خيار استثماري جاذب للمستثمرين.

أسهم القيمة غالبا ما تتفوق على أسهم النمو الأخرى “أسهم الشركات ذات الإمكانات العالية لتحقيق نمو أعلى من المتوسط ​​في الإيرادات والأرباح” خلال فترات الركود. 

لا يشمل تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم أداء أسهم القيمة ويرجع إلى أن أسعار أسهم القيمة تميل إلى أن تكون أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن صفقات جيدة، فبينما يبحث المستثمرون عن أسهم ذات تقييمات أقل نسبيا وأسس قوية، قد يجدون أسهم القيمة أكثر جاذبية خلال فترات الركود مقارنة بأسهم النمو التي غالبا ما تتمتع بتقييمات أعلى خلال فترات التوسع الاقتصادي.

صناديق المؤشرات المتداولة 

تشمل مزايا الاستثمار في صناديق المؤشرات خلال فترات الركود:

  • التنويعَ الاستثماري.
  • انخفاضَ التكاليف.
  • التركيز على الاطار الزمني طويلَ الأجل. 

توفر صناديق المؤشرات تغطية واسعة للسوق بما يقلل من تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم وضعف أداء أ سهم أو قطاع خلال فترات الركود، ويتماشى تركيزها طويلَ الأجل مع التعافي والنمو التاريخيين للأسواق مع مرور الوقت.

اقرأ المزيد: دليلك الشامل: أسباب انخفاض الطلب الاستثماري

تأثير الركود العالمي على سوق الأسهم نتيجة التوترات العالمية قد يصاحبه وجود استثمارات بديلة أمنه مثل السندات أو شهادات الإيداع لكنها تظل أوراق مالية غير ذات جدوى في حالة نشوب صراع فعلي بين أكبر القوى العالمية.

 

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img