spot_imgspot_imgspot_img

ذات صلة

مقالات مميزة

استثمارات مربحة في مصر 2026

مع اقتراب العام الجديد يزداد اهتمام الأشخاص والمستثمرين بالبحث...

ما هو تنظيم العملات الرقمية؟ ولماذا أصبح ضروريا في 2025؟

ما هو تنظيم العملات الرقمية؟ ولماذا أصبح ضروريا في...

ما هي سيولة الاستثمار؟

 تمثل سيولة الاستثمار الأساس الحقيقي لأي خطوة ناجحة في...

تداول البيتكوين في مصر قانوني؟

​إن الجواب على تداول البيتكوين في مصر قانوني؟ ليس...

مستقبل السندات السعودية مع رفع أسعار الفائدة 2026

يسأل الكثير من المستثمرين عن مستقبل السندات السعودية مع...

خطوات تأقلم مع تعويم العملة

هناك عدة خطوات تأقلم مع تعويم العملة والتي يمكن أن يتم اتباعها من قبل الأشخاص والمستثمرين من أجل التعود على تعويم العملة وتجنب الأضرار التي قد تحدث نتيجة التعويم، إذ أن التعويم يمثل سلاح ذو حدين، فهو يشكل خطورة كبيرة على الاقتصاد والاستثمارات المالية نتيجة حدوث تغيير مفاجئ في سعر الصرف مما يتسبب في حدوث مشاكل مادية وخسائر كبيرة، إلا أنه قد يعتبر ميزة كبيرة في حالة إذا تم التعامل معه بشكل دقيق ومثالي من خلال التعود على حدوثه ومحاولة التأقلم عليه في إنشاء المشروعات الكبيرة، وفي هذا المقال سنوضح مفهوم التعويم وتأثيره على الاقتصاد ومميزاته بالإضافة إلى خطوات التأقلم معه.

خطوات تأقلم مع تعويم العملة

 تعويم العملة
تعويم العملة

في البداية يجدر بنا الإشارة إلى معنى التعويم والذي يشير إلى تحرر سعر صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية بحيث يتم تحديد قيمتها بناءً على آليات العرض والطلب في سوق الصرف بدون أي تدخل من الحكومة أو البنك المركزي في تحديد سعر العملة، حيث تتغير أسعار صرف العملة الوطنية باستمرار مع تغير العرض والطلب على العملات الأجنبية.

وينقسم تعويم العملة إلى نوعين أساسيين يظهر أولهما في التعويم الحر وهو الذي يتم ترك تحديد سعر صرف العملة فيه بالكامل لقوى العرض والطلب في السوق دون أي تدخل من البنك المركزي، ويتميز بالشفافية والمرونة ولكنه قد يؤدي إلى تذبذب حاد في الأسعار إذا كان الاقتصاد غير مستقر.

بينما يتمثل الثاني في التعويم الجزئي والذي يتم ترك سعر العملة فيه تتحدد وفق العرض والطلب ولكن يتدخل البنك المركزي عند الحاجة لضبط السعر ومنع تقلبات حادة، وهذا التدخل يتم من خلال بيع أو شراء العملة المحلية للحفاظ على استقرار السوق، وهذا النوع تستخدمه كثير من الدول النامية لتوازن بين المرونة والاستقرار الاقتصادي.

شاهد أيضًا: الفرق بين تعويم سعر الصرف وسعر صرف ثابت

العوامل التي تتسبب في حدوث التعويم 

هناك عدة عوامل سياسية واجتماعية وكذلك اقتصادية تتسبب بشكل أساسي في حدوث تعويم للعملة بشكل مفاجئ، وتلك العوامل كان من الصعب على الحكومة السيطرة عليها بشكل كامل بالإضافة إلى صعوبة ضبط استقرار العملة الوطنية في مواجهات العملات الأجنبية، ما أدى في النهاية إلى الاعتماد على التعويم في السياسات الاقتصادية ومحاولة إيجاد خطوات تأقلم مع تعويم العملة، ويمكن تحديد العوامل والأسباب التي تسببت في حدوث التعويم في عدة نقاط فيما يلي. 

نقص احتياطي النقد الأجنبي

وهو من أولى العوامل التي تتسبب في حدوث التعويم، حيث أنه عندما ينخفض احتياطي الدولة من العملات الأجنبية مثل الدولار أو اليورو، يصبح من الصعب على البنك المركزي دعم عملته المحلية في السوق، ومع استمرار الطلب الكبير على العملات الأجنبية قد تضطر الدولة إلى تحرير سعر الصرف حتى يتوازن العرض والطلب بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى التعويم.

اختلال الميزان التجاري

وهو من أهم العوامل المسببة في حدوث التعويم، حيث قد يحدث اختلال في الميزان التجاري عندما تزيد الواردات عن الصادرات فيرتفع الطلب على العملات الأجنبية لسداد ثمن الواردات بينما يقل المعروض منها، وبالتالي فإن هذا الاختلال قد يضعف العملة المحلية مما يدفع الحكومة إلى التعويم لتصحيح هذا التوازن وتشجيع الصادرات.

ارتفاع معدلات التضخم

والتضخم واحد من الأسباب الرئيسية التي تتسبب في تعويم العملة، حيث أن ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل مستمر قد يسبب التضخم ويفقد العملة المحلية قيمتها الشرائية، مما يترتب عليه بالضرورة لجوء الدولة إلى التعويم كوسيلة لإعادة تحديد القيمة الحقيقية للعملة بما يتناسب مع أوضاع السوق.

شروط المؤسسات المالية الدولية

حيث تعتبر بعض الدول التي تطلب قروض من مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي واحدة من الأسباب التي قد تسبب حدوث تعويم للعملة المحلية، حيث تجبر على تطبيق سياسة التعويم كشرط للحصول على الدعم المالي بهدف جعل سعر العملة أكثر واقعية وزيادة ثقة المستثمرين في الاقتصاد المحلي.

تحقيق التوازن في السوق المالي

حيث قد يستخدم التعويم في بعض الأحيان كإجراء إصلاحي لتحسين أداء السوق المالي، حيث أنه حينما يكون سعر العملة ثابت لفترة طويلة قد لا يعكس قيمتها الحقيقية، ومن خلال التعويم يتم تصحيح هذا السعر بما يوازي الوضع الاقتصادي الفعلي، مما يساعد على جذب الاستثمارات وتحرير حركة رؤوس الأموال.

اقرأ المزيد: أهم المعلومات حول تعويم العملة ومستقبل الأسواق

عيوب ومميزات تعويم العملة

 تعويم العملة
تعويم العملة

تتمثل أهمية معرفة عيوب ومميزات تعويم العملة في محاولة تحقيق التوازن فيما بينهما والتوصل إلى خطوات تأقلم مع تعويم العملة، حيث قد يمثل التعويم عملة ذات وجهين نظراً لأنه يمتلك مميزات عديدة تتمثل في تحقيق جذب للاستثمار وتحسين الصادرات، ذلك إلى جانب العيوب التي تنتج عنه والتي تظهر في ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على المواطنين إذا لم يتم إدارته بشكل سليم، وفيما يلي نعرض بعض عيوب ومميزات تعويم العملة في عدة نقاط. 

مميزات التعويم

  • يساعد في تحقيق القيمة الحقيقية للعملة وفق العرض والطلب.
  • يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية بفضل استقرار السوق على المدى الطويل.
  • يساعد على زيادة الصادرات بسبب انخفاض تكلفة السلع المحلية مقارنة بالأسواق الخارجية.
  • يقلل من الضغط على احتياطي النقد الأجنبي لأن البنك المركزي لا يحتاج للتدخل المستمر.
  • يشجع على إصلاح اقتصادي شامل وتحسين كفاءة السياسات النقدية.

عيوب التعويم 

  • يؤدي إلى ارتفاع الأسعار والتضخم في المدى القصير.
  • يضعف من القدرة الشرائية للمواطنين بسبب انخفاض قيمة العملة.
  • يسبب عدم استقرار اقتصادي إذا كان السوق ضعيف أو يعاني من نقص الثقة.
  • يؤثر بالسلب على الديون الخارجية لأن قيمتها ترتفع بعد انخفاض العملة المحلية.
  • يزيد من الفجوة الاجتماعية بين الطبقات بسبب تفاوت القدرة على تحمل التغيرات الاقتصادية.

خطوات للتأقلم مع تعويم العملة

نظراً لأن تعويم العملة هو حدث اقتصادي كبير يفرض على الأفراد والشركات والدولة نفسها ضرورة التكيف مع تغيرات الأسعار وسوق الصرف، وهذا التكيف والتأقلم يحتاج إلى  تخطيط مالي ووعي اقتصادي يساعد على التأقلم معه وتجنب التأثير السلبي له أو ارتفاع الأسعار أو تقلب السوق، لذلك تعتبر هذه الخطوات ضرورية في إصلاح الاقتصاد والتكيف جيداً مع تعويم العملة، وتتمثل تلك الخطوات في:  

 تعويم العملة
تعويم العملة
  • ضبط الإنفاق الشخصي والذي يعتبر خطوة أساسية تساعد في مراجعة المصروفات اليومية وتجنب الإنفاق على الكماليات، لذلك يفضل التركيز على الاحتياجات الأساسية فقط لتقليل تأثير ارتفاع الأسعار على الميزانية الشخصية.
  • تنويع مصادر الدخل والذي قد يتأثر بسبب تغير الأسعار، حيث يصبح من الضروري البحث عن مصادر دخل إضافية مثل العمل الحر والمشاريع الصغيرة لتخفيف أثر انخفاض القوة الشرائية.
  • الادخار بالعملات المستقرة أو الأصول الآمنة مثل الذهب أو العملات الأجنبية والتي تمكن الأفراد من حماية مدخراتهم من تدهور قيمة العملة المحلية من خلال الادخار.
  • دعم المنتجات المحلية من خلال زيادة الاعتماد عليها بدلاً من السلع المستوردة، مما يساعد على تخفيف الضغط على العملة الأجنبية والتقليل من تأثير التعويم على الأسعار.
  • زيادة الوعي المالي والاقتصادي من فهم أسباب التعويم وتأثيره مما يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات مالية صحيحة مثل الاستثمار بحذر أو تجنب القروض. 

وختاماً فإن خطوات تأقلم مع تعويم العملة هي الطريقة المثالية لتحقيق الاستفادة القصوى من تعويم العملة والابتعاد عن الآثار الاقتصادية الخطورة التي قد تنتج عن التعويم.

spot_imgspot_imgspot_imgspot_img