سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل هي واحدة من المشاريع التي تسعى الحكومة السعودية إلى الاهتمام بها في الفترة الأخيرة، ذلك لأن تلك السندات هي خطة أساسية من خطوات تحقيق روؤية السعودية 2030، إذ أنها تساعد بصورة أساسية في زيادة وتنوع الدخل داخل المملكة العربية السعودية.
ونظراً لاهتمام الحكومة بطرح سندات حكومية قصيرة الأجل، زادت أهمية تلك السندات زراع صيتها بين المستثمرين الراغبين في الحصول على نسبة نجاح مستقرة ومضمونة لمشاريعهم.
وفي هذا المقال نتناول بعض المعلومات الخاصة بالسندات قصيرة الأجل وبيان أهمية ومخاطر الاستثمار فيها وأهدافها التي تسعى لتحقيقها.
ماهية سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل
سندات الخزانة السعودية هي نوع من أنواع أدوات الدين الحكومية والتي تقوم الحكومة بإصدارها متمثلة في وزارة المالية في المملكة العربية السعودية وذلك بهدف جمع الأموال من المستثمرين من أجل تمويل المشاريع التنموية وتغطية العجز في الموازنة العامة، في مقابل سداد قيمة الدين في ميعاده المتفق عليه إلى جانب فائدة ثابتة ودورية يتم سدادها خلال فترة السند.
الفرق بين السندات السعودية قصيرة الأجل وطويلة الأجل
هناك بعض الفروق الجوهرية التي تبين الاختلاف بين سندات الخزانة قصيرة الأجل وطويلة الأجل، ويمكن تحديد بعض تلك الاختلافات، كما يلي:

- من حيث مدة الاستحقاق:- تتراوح مدة السندات قصيرة الأجل فيما بين 3 أشهر إلى 3 سنوات فقط، بينما تمتد مدة طويلة الأجل لفترة من 5 سنوات إلى 30 سنة.
- من حيث العائد:- تقدم سندات الخزانة قصيرة الأجل عائد منخفض نسبياً وذلك لأن مخاطرها محدودة، بينما تمنح السندات طويلة الأجل عائد أعلى حتى تقوم بتعويض المستثمر عن طول فترة الانتظار.
- من حيث مستوى المخاطرة:- تعتبر مخاطر السندات قصيرة الأجل ضعيفة بسبب قصر المدة وقلة تأثير تقلبات السوق عليها، بينما تعتبر مخاطر السندات طويلة الأجل أعلى بسبب احتمالية تغير أسعار الفائدة أو التضخم بمرور الوقت.
- من حيث السيولة:- تتمتع السندات قصيرة الأجل بسيولة أكثر من طويلة الأجل ويمكن بيعها أو بسرعة دون خسائر كبيرة، بينما السندات طويلة الأجل فتعتبر أقل سيولة لأن المستثمر يحتفظ بها لفترات طويلة.
- من حيث الهدف الاستثماري:- السندات قصيرة الأجل تعتبر مناسبة لمن يرغب في تحقيق عائد سريع وآمن، بينما السندات طويلة الأجل فهي موجهة للمستثمرين الذين يبحثون عن تنمية رأس المال على المدى البعيد.
أهداف السندات السعودية قصيرة الأجل
تهدف المملكة وراء طرح سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل إلى تحقيق عدة أهداف تساعدها على تنمية وتعزيز اقتصادها واستثماراتها التجارية، وتلعب السندات قصيرة الأجل الدور الأكبر في تحقيق ذلك الهدف، ويمكن تحديد بعض أهداف السندات قصيرة الأجل، كالتالي:
- أداة من أدوات السياسة النقدية:- وهي من أهم أهداف السندات قصيرة الأجل، حيث تستخدمها الحكومة السعودية متمثلة في يستخدمها البنك المركزي السعودي كوسيلة للتحكم في حجم الاستثمارات النقدية وتنظيم أسعار الفائدة وبالتالي تعزيز الاقتصاد السعودي.
- تمويل النفقات الحكومية المؤقتة:- وهي من أول وأبرز أهداف السندات قصيرة الأجل، حيث تصدر الحكومة هذه السندات لتغطية الاحتياجات المالية قصيرة الأجل دون اللجوء إلى القروض مثل تمويل المشاريع الصغيرة أو سد العجز المؤقت في الميزانية.
- دعم المشروعات التنموية:- وتبرز أهمية السندات قصيرة الأجل التي تصدرها المملكة العربية السعودية في أنها يتم استخدام العوائد الناتجة عنها في تمويل مشروعات البنية التحتية والخدمات العامة داخل المملكة، وبالتالي فهي تساهم بطريقة مباشرة في تحسين عجلة الاقتصاد وتحقيق رؤية السعودية 2030.
- إدارة السيولة في السوق:- حيث تساهم سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل في ضبط استقرار الأسعار وتقليل التضخم، وذلك من خلال تمكين الحكومة سحب السيولة الزائدة من السوق عند الحاجة بإصدار السندات قصيرة الأجل.
- توفير أداة استثمارية آمنة للمستثمرين:- حيث لا تعتبر السندات قصيرة الأجل مفيدة للحكومة السعودية فقط، بل يمتد نفعها ليشمل المستثمرين، حيث تمكن الأفراد والشركات من استثمار أموالهم بعائد مضمون ومخاطر منخفضة، خاصة في فترات عدم استقرار الأسواق الأخرى.
اقرأ المزيد: عوائد السندات السعودية مقارنة بالخليجية
مميزات ومخاطر السندات قصيرة الأجل

تتمتع سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل بالعديد من المميزات التي تجعلها واحدة من أهم الأدوات التي تستخدمها الحكومة السعودية في تعزيز استقرارها المالي وتحسين أداء الاستثمارات الاقتصادية والتجارية وسد العجز الحكومي، ولكن إلى جانب المزايا المتعددة التي تتمتع بها السندات الحكومية قصيرة الأجل؛ فإنها شأنها شأن الأدوات والمشاريع الاستثمارية، حيث قد تتعرض إلى بعض المخاطر التي قد تؤثر بالسلب على العوائد الناتجة عنها وبالتالي قد تشكل خطراً على الاقتصاد السعودي وأموال المستثمرين.
وفيما يلي بيان بعض مميزات وعيوب السندات قصيرة الأجل.
مميزات السندات قصيرة الأجل
- توفر مستوى عالي ومرتفع من الأمان، وذلك لأنها مضمونة من جانب الحكومة.
- تتميز بسيولة عالية، حيث يمكن أن يتم بيعها أو استرداد قيمتها بسهولة وفي أي وقت.
- تضمن عائد ثابت ومستقر وبشكل دوري طوال مدة السند.
- تعتبر مخاطرها منخفضة مقارنة بالأسهم أو السندات طويلة الأجل.
- تمنح فترة استثمار قصيرة، بحيث تتناسب مع من لا يرغب في تجميد أمواله لفترات طويلة.
مخاطر السندات قصيرة الأجل
- يعتبر العائد الناتج عنها أقل مقارنة بالعوائد الناتجة عن بالسندات طويلة الأجل.
- تتأثر بسهولة بأسعار الفائدة؛ حيث أنه عند ارتفاع الفائدة تقل قيمتها السوقية.
- تقدم أرباح محدودة وقليلة، وذلك لأنها مصممة لتحقيق الأمان أكثر من النمو.
- تتأثر بشكل مباشر بالتضخم، وبالتالي قد يقلل من قيمتها الحقيقية على المدى القصير.
كيفية تجنب مخاطر السندات قصيرة الأجل
على الرغم من العيوب التي تواجه سندات الخزانة السعودية قصيرة الأجل والتي تتمثل في المخاطر السابق ذكرها، إلا أنه يمكن تجنب تلك المخاطر من خلال تطبيق عدة طرق يمكن ذكرها فيما يلي:
- محاولة الاستثمار في سندات حكومية، وذلك لأنها تعتبر أكثر أماناً من سندات الشركات.
- متابعة أسعار الفائدة، وذلك لتحديد أفضل وقت لشراء أو بيع السندات.
- الاحتفاظ بالسند حتى موعد استحقاقه، وذلك لتجنب حدوث أي تقلبات في السوق.
- الاستثمار بمبالغ محددة وصغيرة، حتى لا تؤثر على السيولة الشخصية للمستثمر.
- استشارة خبير مالي متخصص قبل اتخاذ قرار الاستثمار في سندات كبيرة.
شاهد أيضًا: أيهما أنسب للمبتدئين الأسهم أم السندات؟
حيازة السعودية من سندات الخزانة الأمريكية
تعتبر السعودية واحدة من أكبر المستثمرين في سندات الخزانة الأمريكية على مستوى العالم، حيث تأتي السعودية في المرتبة 17 بين أكبر الدول حائزي سندات الخزانة الأمريكية، وتمتلك سندات الخزانة السعودية قصير الأجل استثمارات أمريكية ضخمة، حيث وصل حجم ما تملكه السعودية من سندات الخزانة الأمريكية إلى حوالي 131.6 مليار دولار في مارس 2025، في حين تراجعت الحيازة في فبراير 2025 إلى حوالي 126.4 مليار دولار.

ويعتبر امتلاك السعودية لهذا الحجم الكبير من السندات محاولة منها في تنويع مصادر دخلها وضمان الاستقرار في فترات تقلب السوق المالية الدولية، حيث تعتبر السندات الأمريكية من أكثر الأدوات المالية أماناً في العالم، كما أن هذه الاستثمارات تساعد المملكة على تحقيق عائد ثابت ومنخفض المخاطر، إلى جانب إمكانية تصريفها بسهولة في حال الحاجة إلى السيولة.
وتتغير قيمة الحيازة السعودية من وقت لآخر حسب الظروف الاقتصادية العالمية وتغير أسعار الفائدة، إلا أن السعودية لا تزال تحافظ على مكانتها ضمن أكبر 20 دولة تملك سندات خزانة أمريكية
وختاماً، عرضنا بعض المعلومات الهامة التي تخص سندات الخزامة السعودية قصيرة الأجل والتي أصبحت أداة في غاية الأهمية بالنسبة للحكومة السعودية تساعدها في تعزيز استقرارها المالي.
كما ننصح صغار المستثمرين بمحاولة الاستثمار في هذا النوع من السندات الذي يتميز بتقديم عائد مادي مستقر وثابت ويتمتع بدرجة عالية من الأمان.




