في إطار معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار نشير إلى أن الأحداث الجيوسياسية تعد من أكثر العوامل تأثيرًا في قطاع الأعمال على المستوى العالمي، وذلك لأن التوترات السياسية، والصراعات الإقليمية، فضلًا عن التحولات في السياسات الدولية يكون لها تداعيات مباشرة، وغير مباشرة على الأنشطة التجارية والاقتصادية للشركات.
الجدير بالذكر أنه صدر تقرير من كلية الأعمال في لندن عام 2022م حول إنه هناك 70% من الشركات العالمية تأثرت بشكل أو بآخر بالأحداث الجيوسياسية التي حدثت في العقد الماضي.
دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار
إن العوامل الجيوسياسية لها دور محوري في تحديد توجهات الاستثمار، مع تشكيل القرارات الاستثمارية على المستوى العالمي والمحلي، ومن بين تأثيراتها ما يلي:
- إن التوترات الجيوسياسية، والتي تؤدي إلى زيادة عدم اليقين بالأسواق المالية، الأمر الذي يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم المخاطر، مع تعديل المحافظ الاستثمارية.
- إن الأحداث الجيوسياسية لها تأثيرًا على ثقة المستثمرين، حيث إنها قد تؤدي إلى تراجع الطلب على الأصول الخطرة، بما يسهم في زيادة الطلب على الملاذات الآمنة، وذلك مثل الذهب والدولار الأمريكي.
- يمكن للتوترات الجيوسياسية أن تدفع الشركات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الاستثمارية، مع إعادة هيكلة سلاسل الإمداد، وأيضًا تغيير وجهتها تجاه أسواق أكثر استقرارًا.
- قد تؤدي المخاطر الجيوسياسية إلى انخفاض الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول المتأثرة بالتوترات والصراعات.
- تسهم التحولات الجيوسياسية في إعادة تشكيل التجارة العالمية، مع تشكيل التحالفات الإقليمية الجديدة، الأمر الذي يؤثر على تدفقات الاستثمار.
- يمكن أن تخلق التحولات الجيوسياسية في الوقت نفسه فرصًا استثمارية جديدة للشركات القادرة على التكيف مع التغييرات والاستفادة منها.
ما المقصود بالجيوسياسة
مع معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار نشير إلى أن الجيوسياسة عبارة عن دراسة حول كيفية تأثير العوامل الجغرافية على السياسة العالمية وديناميكيات القوة، ويُذكر أنها تتناول الأهمية الاستراتيجية للمواقع، المصادر، والحدود الإقليمية.
كما أنها تعمل على تحليل العلاقات بين الأمم شاملة التحالفات، الصراعات، والتبعيات الاقتصادية، ويتم الأخذ بعين الاعتبار تأثير الموارد الطبيعية مثل الغاز، النفط، والمعادن على العلاقات الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن الجيوسياسة تقوم أيضًا بالبحث حول كيفية تشكيل العوامل التاريخية، الثقافية، والإيديولوجية للسلوكات السياسية للدول.
لهذا يمكن القول إلى أن الجيوسياسة تساعد في فهم آلية تأثير العوامل الجغرافية على الأمن العالمي والوطني، وأيضًا القرارات السياسية.
ما هي المخاطر الجيوسياسية
مع معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار، نشير إلى أن المخاطر الجيوسياسية، تعد مخاطر ناشئة عن التفاعلات بين الدول والمجموعات السياسية المختلفة، والتي تشمل العديد من التوترات والأحداث التي قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على الأمن والاقتصاد وغيره، ومن بين المخاطر:
- الحرب والنزاعات المسلحة التي قد تؤدي إلى اضطراب سلاسل الإمداد، مع ارتفاع تكاليف التأمين، تشريد السكان، وتدمير البنية التحتية.
- قد يؤثر الإرهاب على الأمن والاستقرار، مع إعاقة الاستثمارات وزيادة تكاليف التأمين.
- يمكن أن تؤدي العقوبات الاقتصادية إلى تراجع الاستثمار والتجارة، مع ارتفاع الأسعار، وتدهور الوضع الاقتصادي.
- يتم التنافس على الموارد مثل الطاقة والمياه، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى حدوث توترات بين الدول، مع زيادة المخاطر الجيوسياسية.
- مع حدوث التغيرات المناخية فإن ذلك يؤدي إلى تفاقم الصراعات على الموارد، مع ارتفاع تكاليف الأمن، وتشريد السكان.
- قد يكون للهجمات السيبرانية تأثيرًا على البنية التحتية الحيوية، حيث قد تتعطل الخدمات، وتحدث خسائر اقتصادية كبيرة.
أهمية تحليل المخاطر الجيوسياسية
يسهم معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار في معرفة أن تحليل المخاطر الجيوسياسية لها أهمية كبيرة في وقتنا الحالي، وذلك لأنه يساعد في:
- يعمل تحليل المخاطر الجيوسياسية على وضع خطط استراتيجية طويلة الأجل، وذلك سواء كان على مستوى الحكومات أو الشركات، وذلك من حيث فهم التهديدات المحتملة، مع توقع التطورات المستقبلية.
- يسهم التحليل في توفير معلومات موثوقة ودقيقة؛ لاتخاذ قرارات مستنيرة أكثر فعالية، وذلك في الكثير من القطاعات مثل الطاقة، التجارة الدولية، أو التكنولوجيا.
- يعمل تحليل المخاطر الجيوسياسية على تحديد أي مخاطر محتملة، مع وضع استراتيجيات تخفف من آثارها السلبية، الأمر الذي يقلل من حدوث أي خسائر محتملة، ويتم حماية المصالح.
- يساعد التحليل على بناء إمكانية التكيف مع التغيرات الجيوسياسية المفاجئة، الأمر الذي يزيد من مرونة المؤسسات، وأيضًا القدرة على الاستجابة للأزمات المحتملة.
- إن تحليل المخاطر الجيوسياسية يساعد في التكيف مع التغيرات الجيوسياسية المفاجئة، الأمر الذي يزيد من مرونة المؤسسات، مع القدرة على الاستجابة لأي أزمات محتملة.
تقنيات تقليل المخاطر الجيوسياسية
يشير موقع انفست إلى أنه هناك عدد من التقنيات التي تسهم في تقليل المخاطر الجيوسياسية، والتي يمكن التعرف عليها من خلال الآتي:
النقود والبحث عن الفرص
ينبغي الحفاظ على احتياطي نقدي مناسب، وذلك لاكتساب فرص الشراء أثناء انهيار السوق، حيث إن النقود توفر شبكة أمان في أوقات الاضطراب المرتفع، كما أن المستثمرين يمكنهم البحث عن الفرص خارج الأصول المتأثرة أيضًا تأثيرًا مباشرًا بالصراع أو الحرب التجارية.
كما يمكن الاستثمار في الأصول التي يمكن تحويلها إلى نقود سريعًا دون خسارة معتبرة للقيمة، وبذلك فإنه يكون لديك المرونة للاستجابة تبعًا لظروف السوق المتغيرة، ويُذكر أنه يوجد دائمًا عدد من الأصول التي يتم خسارتها بسبب البيع السوقي دون أي أساسيات مبررة لتلك الحركة.
التحوّط والعقود الآجلة
يُذكر مع معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار أنه يمكن استعمال استراتيجيات تحوط العملات، وذلك للحماية من مخاطر الصرف الأجنبي، خاصةً في حالة كان لديك استثمارات في دول بعملات مضربة، كما يمكن أيضًا للمستثمرين مراقبة أسعار تلك الأصول مثل القمح، النفط، أو مؤشرات الخوف VIX، وذلك محاولةً للتربح من تحولات الشعور.
كما يمكن أيضًا للمستثمرين المهنيين استعمال العقود الآجلة للتحوّط من أي خسائر محتملة في حافظة المالية، حيث إن هذه الوسائل المالية قد توفر الحماية أثناء فترات الاضطراب العالي.
البقاء مطلعًا
ينبغي مراقبة التطورات الجيوسياسية من أحداث عالمية تغيرات وتحولات سياسية قد يكون لها تأثيرًا على الاستثمارات، حيث إن البقاء نشطًا يساعد على توقع تحركات السوق، مع القيام بتعديلات فورية.
يمكن أيضًا ترك عين على المؤشرات الاقتصادية المهمة مثل أسعار الفائدة، نسب التضخم، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي التي يمكن أن توفر رؤية للتأثير الاقتصادي الواسع للأحداث الجيوسياسية، لكن يجب العلم أن سوق الأسهم لا يعمل بشكل رياضي بحت.
مراجعة المحفظة المالية
من الأفضل مراجعة وإعادة توازن الحافظة المالية بشكل منتظم لضمان البقاء على خط واحد من الأهداف الاستثمارية والقابلية للمخاطرة، حيث يمكن أن يساعد هذا في الحفاظ على مستوى مناسب من التنوع، وعدم التعرض الزائد لأي قسم أصول منفرد.
لهذا يمكن القيام باختبارات التحمل على الحافظة المالية، وذلك لتقييم الأداء تحت العديد من السيناريوهات الجيوسياسية، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحديد نقاط الضعف الممكنة، مع تعديل الاستراتيجيات تبعًا لذلك.
نشير ختامًا مع معرفة دور العوامل الجيوسياسية في الاستثمار إلى أن التحولات الجيوسياسية قد تفتح فرصًا جديدًا، ولهذا فإن الشركات التي تتمتع بالقدرة على التكيف قد تستفيد من الفرص الاستثمارية الناشئة.
الأسئلة الشائعة
ما هي العوامل المؤثرة في الاستثمار؟
من بين العوامل المؤثرة في الاستثمار الرغبة في الربح، وبناء رأس المال الاجتماعي.
كيف تؤثر المخاطر الجيوسياسية المتزايدة على أسعار الأصول؟
يكمن أثر المخاطر الجيوسياسية على أسعار الأصول في تعطيل التجارة والاستثمار عبر الحدود.
ما هو الفرق بين الجيوسياسية والجيوستراتيجية؟
الجيوستراتيجيون يعملون على تشجيع الاستراتيجيات المترقبة وتوجههم الجيوسياسي يكون من وجهة النظر القومية.
